الذل من الأمور غير المرغوب فيها وغير محببة في كافة المجتمعات بمختلف أطيافها، فهو كل ما يهين النفس ويكسرها، فعلى كل شخص أن يتحلى بعزة النفس والكرامة والكبرياء، فيحترم نفسه ويقدرها أمام الآخرين، حيث لا يقوم بالتقليل من شأن كرامته ويذللها فهي أغلى ما يملك في هذه الحياة، وقد تناول المثل الإنجليزي المشهور القائل (Fever knocked me out for you)، موضوع الذل والكرامة، فحينما يذلل الشخص نفسه تسقط كرامته.
قصة مثل “الحمى أضرعتني لك”:
رويت قصة المثل الإنجليزي عن كلب كان لديه إخوان أكبر منه في العمر، حيث كان يعمل الكلب في السرقة، فقد كان لص محترف يقال فيه من شدة ذكاءه في النهب والسرقة أنه ذئب، وفي أحد الأيام خرج الكلب إلى الجبل من أجل الصيد، وقيل في وقتها أنه قام جن باختطافه.
وعندما وصل الخبر إلى أهله أسرع إخوته في اتباع أثره؛ حتى يتأكدوا من ما قد سمعوا ويعرفوا ما هو سبب اختفاء أخيهم الكلب، فهو لم يكن مخطوفاً بل كان غائباً، وعند رجوع الكلب وعلمه بما حدث أخذ بيده القوس والأسهم وأقسم على أن لا يقوم بشرب الخمر ولا يصل الغسول بالماء إلى جسمه إلا بعد أن يعثر على أخويه، فانطلق حينها إلى الجبل باحثاً عن إخوته.
مكث الكلب مدة سبعة أيام وهو يبحث في كافة الجبل عن إخوته، فلم يجد له أي أثر، وفي اليوم اليوم الثامن شاهد الكلب شخص غير واضحة ملامحه، حيث قام الشخص برمي الكلب فوقع إلى أسفل الجبل وفقد وعيه، وعند بزوغ الشمس استطاع الكلب أن يستعيد وعيه، وحين فتح عينيه شاهد شخص يستلقي بجانبه على الصخرة ويقول: يا أيها الرامي الأسود الظليم، تباً لرمياتك التي لم تصب.
حينها رد عليه الكلب قائلاً: يا أيها الهاتف الذي تجلس فوق الصخرة، كم من عبرة هيجتها عبرة أخرى، فقد قتلت مرارة ومرة (فقد كانوا أسماء أخويه)، فلقد قمت بتفريق جمع ترك في القلب حسرةً، فسرعان ما توارى الشخص عن الأنظار، الذي كان يقال في الرواية أنه في الحقيقة عبارة عن جني، فألمت بالكلب الحمى التي غلبت على عيناه، ثم قام الجني بالرجوع إليه وسؤاله: ما بك قد نمت لقد كنت شديد الحذر؟ فرد عليه الكلب قائلاً: الحمى أضرعتني إلى النوم، وأصبحت مقولة الكلب مثلاً يتداول في كافة المجتمعات الغربية والعربية.