تناول الشعر الجاهلي مواضيع كثيرة، ومن هذه الموضوعات الخمر نظراً لطبيعة الحياة آنذاك، فقد كانت حياتهم تقوم على اللهو والمجون.
الخمر في الشعر الجاهلي
تضمن الشعر في الجاهلية على ذكر الخمر من وصفه ووصف الآنية التي يشرب بها وسبب شربه، وكذلك وصف تأثيره ووصف المجالس التي يشربونه فيها.
قلة من الشعراء الجاهلين من لم يذكر الخمر في شعره، فعدد كبير منه تكاد لا تخلو أبياته منه، ومن أشهرهم في هذا العصر الأعشى وطرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد عدي بن زيد العبادي وغيرهم.
نماذج من شعر الخمر في الشعر الجاهلي
1- شعر عنترة بن شداد عن الخمر والتلذذ به فيقول:
“طَرِبتُ وَهاجَني البَرقُ اليَماني
وَذَكَّرَني المَنازِلَ وَالمَغاني
وَأَضرَمَ في صَميمِ القَلبِ ناراً
كَضَربي بِالحُسامِ الهُندُواني
لَعَمرُكَ ما رِماحُ بَني بَغيضٍ
تَخونُ أَكُفَّهُم يَومَ الطِعانِ”
2- شعر طرفة بن العبد ذاكرا الخمور فيقول:
“وما زال تشرابي الخمور ولذتي
وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي”
3- شعر عمرو بن كلثوم عن الخمر فيقول:
“أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا
مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا
تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا
صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا
وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا
وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا”
4- شعر الأعشى عن الخمر قائلاً:
“وَكَأَنَّ الخَمرَ العَتيقَ مِنَ الإِ
سفَنطِ مَمزوجَةً بِماءٍ زُلالِ
باكَرَتها الأَغرابُ في سِنَةِ النَومِ
فَتَجري خِلالَ شَوكِ السَيالِ
فَاِذهَبي ما إِلَيكِ أَدرَكَني الحِلمُ
عَداني عَن ذِكرِكُم أَشغالي
وَعَسيرٍ أَدماءَ حادِرَةِ العَينِ
خَنوفٍ عَيرانَةٍ شِملالِ”