الدكتور جيكل والسيد هايد

اقرأ في هذا المقال


هي رواية للكاتب الاسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون، نُشرت لأول مرة عام 1886. يُعرف العمل أيضًا باسم الحالة الغريبة لجيكيل هايد، والدكتور جيكل والسيد هايد أو ببساطة جيكل وهايد. تدور أحداث الرواية حول محامي قانوني في لندن يُدعى غابرييل جون أوتيرسون يقوم بالتحقيق في أحداث غريبة بين صديقه القديم ، الدكتور هنري جيكل والشرير إدوارد هايد. أصبح تأثير الرواية جزءًا من اللغة وتستخدم لضرب الأمثال، مع إدخال عبارة “Jekyll and Hyde” العامية للإشارة إلى الأشخاص ذوي الطبيعة المزدوجة للأشخاص الجيدين ظاهرياً والشريرين داخلياً بشكل صادم.

شخصيات الرواية:

  • الدكتور جيكل.
  • السيد هايد.
  • أيفي.
  • موريل.

قصة الدكتور جيكل والسيد هايد:

تحكي الرواية قصة الدكتور هنري جيكل، وهو طبيب إنجليزي لطيف في فيكتوريا- لندن، حيث يدخل خادمه بول ويقاطع عزفه على الأرغن ليذكره بأن لديه الساعة الثالثة مساءً موعد لتقديم محاضرة لزملائه وطلابه، حينها يصفه جيكل بأنه مصدر إزعاج ، ثم يرتدي رداءه وقبعته، ويمسك بعصاه قبل أن يدخل عربة يجرها حصان للخروج لموعده.
يدخل جيكل إلى غرفة كبيرة بها مقاعد متدرجة ومنبر في المقدمة، كل مقعد مليء برجال حريصين على سماع ما سيقوله، ثمّ يبدأ جيكل بتقديم وجهة نظره القائلة بأن ضباب لندن قد ألقى بظلال من الضبابية على أذهان الناس حيث لا يمكنهم رؤية إمكانات العلم لتحرير أرواح الرجال. لقد لخص إلى نتائج في خطابه أن الإنسان لا يملك روحًا واحدة بل اثنتين. أحدهما جيد والآخر سيء أو شرير، ونحن جميعًا نشارك في صراع أبدي على أي منهما سيسود ويعتقد جيكل أنه إذا تمكنا من القضاء على الروح الشريرة فستكون هناك إمكانات غير محدودة للخير في العالم.
مع انتهاء المحاضرة ومغادرة الجمهور كان معظمهم متشككًا للغاية ورافضًا لمزاعم جيكل. أما جيكل فينتقل من قاعة المحاضرات إلى المستشفى حيث يفحص مرضاه، ومن بين مرضاه كان يشجع فتاة صغيرة على عكازين على رمي العكازين والمشي، في حين أنها لا تعتقد أنها تستطيع ذلك، ولكنّه ينجح بإقناعها، يعتقد جيكل أن هذا يوضح قوة العقل.
مريضة أخرى وهي السيدة لوكاس بحاجة إلى عملية والتي يقنعها جيكل بصبر وبتعاطف بإجراءها ثمّ يقوم بالعملية بنفسه، مما أدى إلى تأخره عن مأدبة عشاء مقررة مسبقًا مع خطيبته ووالدها والعديد من المدعوين وبعد الانتهاء من عملية السيدة لوكاس، أسرع جيكل إلى منزل العميد السير دانفرز كارو وابنته موريل كارو خطيبة جيكل. وحين وصوله أخبره الجنرال كارو أنه خلال 40 عامًا، لم يتأخر أبدًا عن تناول العشاء، ولكنّه يتفهم موقف جيكل وظروف عمله، وبعد العشاء يهرب جيكل وموريل ليخرجا إلى الفناء ويناقشان خطط زواجهما حيث يخبرها جيكل أنه لا يريد الانتظار، وأنه يريد الزواج على الفور.
تتعاطف موريل وتقول له إنها ترغب في الزواج قريبًا أيضًا، لكنها لا تستطيع أن تتعارض مع رغبة والدها ثمّ يحاول جيكل إقناعها بعمق حبه، ثمّ يعودان إلى الداخل حيث يتوسل جيكل إلى الجنرال للموافقة على زواجه من وموريل، وأنه لا يريد الانتظار لمدة ثمانية أشهر. يخبر الجنرال جيكل أنه حدد هذا التاريخ لأنه نفس التاريخ الذي تزوج فيه زوجته، وعليه الانتظار لحين الموعد المحدد ليتزوجها وهو لن يغير رأيه. يغادر جيكل المنزل مع صديقه الدكتورلانيون (هولمز هربرت)، غاضبًا من الجنرال كارو.
و في طريقهما إلى المنزل يشاهدان في مكان قريب رجلاً يهاجم امرأة خارج أحد النزل، ويطرحها أرضًا، يسرع جيكل ويدفع الرجل بعيدًا، ثم ينحني لمساعدة المرأة التي يبدو أنها تأذت، لذا اصطحبها وسأل أحد المارة عن مكان غرفتها ثم حملها إلى غرفتها ووضعها على سريرها. المرأة تدعى آيفي بيرسون حيث تعمل في قاعة موسيقية قريبة، ثمّ تشعربالدهشة عندما تجد جيكل إلى جانبها وهو شديد القلق والاهتمام تجاهها، ومن الواضح أن جيكل لفته جمالها أيضاً، فقام بمعاجلتها فكانت مصابة بكدمات ونصحها بالراحة وغادر مع لانيون.
دخل جيكل المنزل وجلس ليشعل سيجارته وبدأ بالتدخين وقام بفرز قوارير مختلفة من المواد الكيميائية على الطاولة، في تلك الأثناء دخل بول وأخبر السيد جيكل أن يخلد للنوم ويرتاح لأنّه لم يأكل أو ينام لعدة أيام ولكنّ جيكل تجاهله وواصل العمل.
ثمّ خلط جيكل العديد من المواد الكيميائية معًا في دورق زجاجي، حتى اقتنع بأنه المزيج الصحيح، ثم شرب الخليط الذي أعده، فأثر عليه على الفور وحوله لشخص آخر بعد شرب الخليط، أمسك جيكل بحلقه وأصيب بدوار وبدأ يختبر ذكريات الماضي للأحداث الأخيرة والمحادثات المتعلقة بعمله، ومشاركته لموريل حيث تغيرت ملامح جيكل الجسدية بشكل كبير، ثمّ أ صبح شعره خشنًا، وازداد سمك حاجبيه، وتوهجت خياشيمه، وتوسعت أسنانه وبرزت للأمام، وضحك بشكل مجنون لأنه يشعر فجأة بالقوة الخارقة وتحول إلى شخص آخر سمى نفسه هايد.
قام بعد ذلك على عجل بإعداد خليط آخر وشربه حيث عكس آثار الشراب الأول وأعاده إلى شكل جيكل ثم فتح باب المختبر وذهب للنوم، و في اليوم التالي أخبرت موريل جيكل أنها ووالدها سيذهبان في رحلة إلى باث لمدة أسبوع أو نحو ذلك. ولكنّ جيكل أستاء من رحلتها لأنه لا يريد الابتعاد عنها لأي فترة من الوقت ثمّ حاول مرة أخرى إقناعها بالزواج منه الآن، بإذن والدها أو بدونه. لكنّها رفضت ذلك، لأنّها لا تريد أن تخاطر بغضب والدها منها، وبعد السفر بأسبوع تلقى جيكل لاحقًا رسالة من موريل تخبره بأنها ووالدها سيبقون في باث لمدة شهر كامل.
عندها شعرجيكل بعدم السعادة وهنا في لحظة ضعف قام بتحضير الخليط السابق وشربه مرة أخرى، وبعد شربه بدقائق بدأ يتذمر، ويئن، ويختنق ثمّ تحول جسده وعقله للتحول إلى شكل هايد. وهذه المرة خرج جيكل بعد تحوله لهايد، حيث كانت تمطر والشوارع مهجورة ثمّ توقف هايد لبرهة لإزالة قبعته وأدار وجهه للأعلى في اتجاه المطر المتساقط، مستمتعًا بذلك. وضع قبعته مرة أخرى وتوجه مباشرة إلى ديادم كورت، حيث تعيش أيفي وتعمل في قاعة للموسيقى.

وهناك دخل قاعة الموسيقى وطلب من العمال فيها أن يحضروا أيفي للقائه، وعندما أعترضوا على ذلك بحجة أنّها تعمل قام ضرب أحد الرجال هناك بأداة حادة وأظهر سلوكاً عدوانياً تجاه الجميع، مما جعلهم يشعرون بالخوف منه ولم يهدأ حتى حظرت أيفي التي أُجبرت على الجلوس معه، حيث أظهر لها أنّه قادرعلى تحقيق السعادة لها بأمواله وأخبرها كم هو رجل غني.
بعد حديث طويل تحججت أيفي منه بسبب خوفها وأخبرته بضرورة عودتها للمنزل بسيبب تأخر الوقت ، وبعد فترة من الوقت كلما كان جيكل يشرب الخليط ويتحول إلى هايد، كان يذهب لفرض نفسه على أيفي التي كانت ترتعد خوفاً منه ولكن تجلس معه تحت التهديد حيث أصبح إدوارد هايد نفسه الشرير، وفي هذا التنكر كان قادرًا على ممارسة كل أنواع الفساد المخزية التي يرغب فيها، دون الشعور بالخزي الذي سيشعر به الدكتور جيكل.
بدأت شخصية هايد تسيطر على حياة جيكل وهنا ظهرت لدى هايد قوى الشر التي لا يستطيع التحكم فيها، يعيش جيكل بحياته الحقيقية نهاراً ويتحول إلى هايد ليلاً، حيث أصبح يعيش بين شخصيتان واحدة تمثل الخير وهو الدكتور جيكل ويعيش هذه الشخصية في النهار وواحدة تمثل الشر وهو هايد حيث تعيش هذه الشخصية في الليل ثمّ بقي جيكل يعيش هذا الصراع بين الخير والشر لحين عودة خطيبته موريل ووالدها، عندها قرر على الفور أن يقطع علاقته بأيفي وأخبرها أنّه يجب عليه أن يسافر بعيداً ثمّ عاد لشخصيته السابقة شخصية جيكل.
في تلك الأثناء قرر جيكل التخلص من هايد للأبد والعودة إلى الجانب الجيد من حياته في شخصية جيكل وقام بإرسال رسالة إلى أيفي، وعندما وصلت آيفي الرسالة التي وجدت داخلها ورقة 50 جنيه، عندها فكرت بالذهاب وشكر السيد جيكل شخصياً، وطلبت منه المساعدة لتخليصها من هايد دون أن تعرف أنه هو هايد بشخصية أخرى.
وبعد ذلك لم يستطع جيكل الدخول مرة أخرى لمختبره، وبعد فترة طويلة من الاستقرار بشخصية جيكل إلا أن قوى الشر يبدو أنّها سكنته فعاد مرة أخرى وشرب الخليط وبدأ يتغير لشخصية هايد، وهذه المرة وفي ساعة من الغضب ارتكب جريمة قتل ثم سارع لشرب الخليط ليعود لجيكل ويخفي جريمتة، لكن هذه المره لم ينفع الخليط وبقي محجوزاً في شخصية هايد ولم يعد الدواء الأصلي فعالاً في إعادة هايد إلى جيكل. وفي تلك اللحظة بقيت نهاية الرواية مفتوحة وبقي الصراع بين الخير والشر مستمراً الذي طالما تحدث عنه جيكل



شارك المقالة: