ليس كل ما يقال على مسامعنا يكون الحقيقة، فهناك العديد من الأشخاص في هذا العالم، الذين لا ينقلون خبر صحيح ولا صورة حقيقية عن الآخرين، وإنما يقتصر نقلهم في الأخبار على وجهة نظرهم فقط وليست الحقيقة، ومن الأمثال الإنجليزية التي تناولت هذا الموضوع هو المثل القائل (Seeing is believing).
مضمون مثل “الرؤية هي عين اليقين”:
شُرح المقصود من هذا المثل بأنه قد يخبرك أحد الأشخاص عن حدوث شيء ما، ولكن من الممكن أن تشكك في كلامه، وتعتقد أنه فيه الكثير من المبالغة، ولكن عندما ترى هذا الحدث أمام عينك، فإنه لا يوجد هناك مجال للشك.
فعلى سبيل المثال إذا قام أحد الأشخاص بإخبار أصدقائه أن مديره في العمل غليظ الطباع وفظ، لكنه جاف جداً عند معاملته مع الآخرين، فإنه على الأكيد لا يمكن لأصدقائه تصديقه، فيمحور حولهم العديد من الشكوك في كلامه، إذ أنهم يرون أنه لا يوجد أحد بهذه الدرجة من السوء، ولكن عندما يقوم الأصدقاء بالإحتكاك بالمدير على أرض الواقع والتعامل معه، فوجوده بمثل ما وصفه لهم أحد الأشخاص، فإنه لا يوجد مكان للشك، فتمحى جميع الشكزك في هذا الأمر.
وجدت مرادفات للمثل الإنجليزي في التراث العربي، ومنها ما هو قائل (ليس الخبر كالمعاينة)، والأصل في هذا المثل أنه مأخوذ من السنة النبوية الشريفة، فعن ابن عباس قال: قال الرسول صلّ الله عليه وسلم: (ليس الخبر كالمعاينة)، وقد قصد بهذا المثل هو أن حينما أخبر الله تعالى سيدنا موسى بما فعل قومه في العجل، لم يقوم بإلقاء الألواح، ولكن عندما عاين وشاهد بأم عينه ما فعلوا ألقى الألواح وانكسرت.
العبرة من مثل “الرؤية هي عين اليقين”:
المعنى الذي يفيدنا في حياتنا من هذا المثل هو أن ما نقوم برؤيته عند معاينة أي شيء، لا يكون كما هو الخبر تماماً الذي سمعنا عنه، من حيث قوة التأثير من سكون وحركة، فأنعم الله على كل شخص من الإنسانية جمعاء، بسمع وبصر، حتى يعاين هو بنفسه كل ما يطرأ على مسامعه، فلم يُجعل الحدث في التأثير والقوة كمعاينة الشخص للحدث بعينه، وهذا لا يعني أن المعاينه تخلو من التأثير، لكنه بعض الأشخاص يسرعون في فهم الأحداث والأمور، فوجب التأكد والبيان.