لبيد بن ربيعة من أشهر الشعراء في الجاهلية الذين تميزوا بتعدد أغراضهم الشعرية، ومنها أهمها الرثاء.
الرثاء في شعر لبيد بن ربيعة
وقد كان بارعاً بشكل كبير وأجاده ووظفه بشكل ممتاز في قصائده، وقـد كانت أشعاره تعجب القدماء، وتناقلوا قصائده في الرثاء؛ بسبب العواطف الرقيقة، وظهور الحزن وأسلوب المواساة والتعزية فيها.
ولقد كان شعره فيه الرثاء موجه إلى رثاء أخيه أربد، فقد كان يبكيه كثيراً وكلما ذكر اسمه أجهش بالبكاء حزناً عليه.
وكذلك قام برثاء أهله وقومه وقبيلته، وقصائده تعتبر من أصدق قصائد الرثاء، فلقد رثى أباه وأخاه وأبناء عمه وأشخاص من قبيلته.
نماذج من شعر الرثاء عند لبيد بن ربيعة
1- قال في رثاء أخيه:
“بَلِينـــا ومَـــا تَبْلَـــى النُّجُـــومُ الطَّوَالِـــعُ
وَقَــدْ كُنـــتُ في أَكْنــافِ جَـــارِ مُـــضِنَّةٍ
فَــــلا جَــــزَعٌ إِنْ فَــــرّقَ الــــدَّهْرُ بَيْنَنَــــا
وتَبْقَـــى الْجِبـــالُ بَعْـــدَنا وَالْمَـــصَانِعُ
فَفَـــــــارَقَنِي جَـــــــارٌ بِأَرْبَـــــــدَ نَـــــــافِعُ
وكُـــلُّ فَـــتىً يَومـــاً بِـــهِ الـــدَّهْرُ فَـــاجِعُ”
2- يصف الشاعر حاله بأنه عباره عن جسد بلا روح بموت أخيه فيقول:
“فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ
أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ”
3- يأتي بأبيات أخرى يقول فيها أنه لا يجزع لأمر القضاء والقدر فيقول:
“أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ
لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ”
3- رثاء لبيد بن ربيعة للنعمان بن المنذر قائلاً:
“أَلا تَسأَلانِ المَرءَ ماذا يُحاوِلُ
أَنَحبٌ فَيُقضى أَم ضَلالٌ وَباطِلُ
حَبائِلُهُ مَبثوثَةٌ بِسَبيلِهِ
وَيَفنى إِذا ما أَخطَأَتهُ الحَبائِلُ
إِذا المَرءُ أَسرى لَيلَةً ظَنَّ أَنَّهُ
قَضى عَمَلاً وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلُ
فَقولا لَهُ إِن كانَ يَقسِمُ أَمرَهُ
أَلَمّا يَعِظكَ الدَهرُ أُمُّكَ هابِلُ
فَتَعلَمَ أَن لا أَنتَ مُدرِكُ ما مَضى
وَلا أَنتَ مِمّا تَحذَرُ النَفسُ وائِلُ”