اقرأ في هذا المقال
ولادته و نشأته
ولد معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري الحسيني، في بغداد 1875 ميلاديّة، من أب كردي النسب، وأم تركمانيّة، كان والده يعمل في حكومة الدولة العثمانية برتبة باش جاويش، تعود أصول عائلته إلى عشيرة الجبارين وهي عشيرة كردية، سكنت في قرية بمنطقة بين محافظتي كركوك و السليمانية، وكان رجال قريته يلبسون العمائم الخضراء كدلالة على أنَّهم من نسل بني هاشم.
وأمّا والدته فهي فطومة بنت جاسم الشيخ علي، وهي من عشيرة القراغول، ونشأ في بغداد حيث أكمل دراسته في الكتاتيب، ثمَّ دخل المدرسة العسكرية الابتدائية فتركها، وانتقل إلى الدراسة في المدارس الدينية، ودرس على يد علماء بغداد الأعلام، كالشيخ عبد الوهاب النائب، و الشيخ قاسم القيسي و الشيخ قاسم البياتي و الشيخ عباس حلمي القصاب، وبعدها اتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمه أثنتي عشرة سنة، وتخرَّج عليه وكان يرتدي العمامة، وكذلك زي العلماء، وسمّاه شيخه الألوسي( معروف الرصافي)، ليكون في الصلاح و الشهرة و السمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي.
عمله
عيَّن الرصافي معلماً في المدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شمال الأعظمية، ثمَّ نقل مدرساً للأدب العربي في الإعدادية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902 ميلادية، وظلَّ فيها إلى حين إعلان الدستور 1908ميلادية، ثمَّ سافر إلى اسطنبول فلم يلحظ برعاية، ثمَّ عين مدرساً لمادة اللغة العربية في كليو الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909 ميلادية، وانتُخب عضواً في مجلس المبعوثان عام 1912 ميلادية.
ثمَّ سافر إلى الأستانة عام 1922، وعاد إلى بغداد عام 1923 وأصدر فيها جريدة الأمل، وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام 1923 ميلادية، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924 ميلادية، ثمَّ عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1927 ميلادية.
شعره
امتاز أسلوب الرَّصافي بمتانة لغته و رصانة أسلوبه، وله آثار كثيرة في النثر و الشعر و اللغة و الآداب و أشهرها ديوانه” ديوان الرصافي” حيث رُتِّب إلى أحد عشر باباً في الكون و الدين و الاجتماع و الفلسفة و الوصف و الحرب و الرِّثاء و التاريخ و السياسة و عالم المرأة و المقطعات الشعرية الجميلة.
وفاته
توفي الرصافي بداره في محلَّة السفينة في الأعظميّة ليلة الجمعة في ربيع الآخر من عام 1364 هـ / 16 مارس 1945 ميلاديّة، و شيع بموكب مهيب سار فيه الأدباء و الأعيان ورجال الصَّحافة ودفن في مقبرة الخيزران، وصلَّى على جنازته الشيخ حمدي الأعظمي، و شهد الصلاة عليه الشاعر وليد الأعظمي، ولقد قالوا بتأبينه قصائد كثيرة.