قصة الشبح الذي أحبط أو (The Ghost Who Was Foiled) هي حكاية فولكلورية صينية مقسمة إلى عدة فئات، حررها الدكتور فيلهلم، نشرت عام 1921، للناشر شركة فريدريك ستوكس.
الشخصيّات:
- المرأة الشبح.
- المرأة أم الطفل.
- الجندي.
قصة الشبح الذي أحبط:
هناك أشباح من أنواع كثيرة، لكنّ الأشباح الذين شنقوا أنفسهم هم الأسوأ، كانت تعمل هذه الأشباح دائمًا على إقناع الأشخاص الأحياء الآخرين بشنق أنفسهم في عوارض السقف، وإذا نجحوا في إقناع شخص ما بشنق نفسه، فكانوا يخبرونه بأنّ الطريق إلى العالم السفلي سيكون مفتوحًا لهم، ويمكنهم مرة أخرى الدخول في عجلة التحول.
كان هناك رجل في تسينغ تشوفو اجتاز امتحانه العسكري، وأُمر بالحضور لتأدية الواجب، كان ذلك في موسم الأمطار، لذلك حدث ذلك المساء قبل أن يتمكن من الوصول إلى نزل المدينة حيث كان يتوقع أن يمضي الليل بمجرد غروب الشمس، وصل إلى قرية صغيرة وطلب إقامة ليلية فيها، لكن لم يكن هناك سوى عائلات فقيرة في القرية لم يكن لديها مكان له في أكواخهم.
فوجّهوه إلى معبد قديم خارج القرية وقالوا أنّه يمكنه قضاء الليل هناك، وعندما وصل وجد أنّ صور الآلهة في المعبد قد تحطمت بحيث لم يتمكن أحدهم من تمييز أحدها عن الآخر، غطّت شبكات العنكبوت السميكة المدخل، وكان الغبار يرتفع بوصات في كل مكان، فخرج الجندي إلى العراء حيث وجد سلالم قديمة، ثمّ بسط حقيبته على درج صخري، وربط حصانه بشجرة قديمة، وأخذ قاروره من جيبه وشرب.
كانت هناك أمطار غزيرة، لكنّها اختفت فجأة، كان القمر الجديد في حالة تراجع، أغمض الجندي عينيه وحاول النوم، وفجأة سمع صوت حفيف في الصدغ، ومرّت ريح باردة على وجهه وجعلته يرتجف، ورأى امرأة تخرج من المعبد مرتدية ثوباً أحمر قذرًا، ووجهها أبيض مثل جدار الطباشير، سرقت نفسها بهدوء وكأنّها تخشى أن تُرى، كان الجندي لا يعرف الخوف، فتظاهر بالنوم ولم يتحرك.
لكنّه راقبها بعيون نصف مغمضة، ورآها تسحب حبلًا من كمها وتختفي، ثمّ عرف أنّها كانت من نوع الشبح الذي شنق نفسه، قام بهدوء وتبعها حيث وجد أنّها ذهبت إلى القرية، وعندما أتت إلى منزل معين تسللت إليه من خلال شق في الباب، قفز الجندي من فوق الحائط وراءها، كان منزلاً من ثلاث غرف، وفي الغرفة الخلفية كان المصباح يحترق بشكل خافت.
نظر الجندي من النافذة إلى الغرفة، وكانت هناك شابة تبلغ من العمر حوالي عشرين عامًا تجلس على السرير وتتنهد بعمق، ومنديلها مبلل بالدموع بجانبها يرقد طفل صغير نائم، نظرت المرأة نحو شعاع السقف، كانت تبكي في إحدى اللحظات وفي الحظة التالية كانت تضرب الطفل، وعندما نظر الجندي عن كثب، كان هناك المرأة الشبح جالسة على العارضة.
كانت قد وضعت الحبل حول رقبتها وكانت معلقة في عرض غبي، وكلما أومأت بيدها كانت المرأة تنظر إليها، واستمر هذا لبعض الوقت، وأخيرًا قالت المرأة: أنت تقولي أنّه من الأفضل لي الموت، حسنًا إذاً، سأموت، لكن لا يمكنني الانفصال عن طفلي! ومرة أخرى أجهشت بالبكاء، لكن المرأة الشبح فقط ضحكت وأقنعتها مرة أخرى.
فقالت المرأة بحزم: كفى سأموت! وبهذه الكلمات فتحت صدرها من الملابس ولبست ثياباً جديدة ورسمت وجهها أمام المرآة، ثمّ صعدت على مقعد ووقفت عليه، قامت بفك حزامها وربطته بالعارضة، كانت قد مدت عنقها بالفعل وكانت على وشك القفز من على المقعد، عندما استيقظ الطفل فجأة وبدأ في البكاء، نزلت المرأة مرة أخرى وهدّأت طفلها، وبينما كانت تداعبه بكت حتى سقطت الدموع من عينيها مثل خيط من اللؤلؤ.
عبست المرأة الشبح بوجهها، لأنّها كانت تخشى أن تفقد فريستها، وبعد وقت قصير، نام الطفل مرة أخرى، وبدأت المرأة تصعد عالياً مرة أخرى، ثمّ نهضت، وصعدت مرة أخرى على المقعد، وكانت على وشك وضع حبل المشنقة حول رقبتها عندما بدأ الجندي يصرخ بصوت مرتفع ويقرع الطبل على زجاج النافذة، ثمّ كسرها وصعد إلى الغرفة، سقطت المرأة على الأرض واختفى الشبح.
اعاد الجندي المرأة إلى وعيها، ثم رأى شيئًا يتدلى من العارضة، مثل حبل بلا نهاية، مع العلم أنّها تخص شبح المرأة الميته أخذه واحتفظ به، ثم قال للمرأة: احرصي على طفلك! لديك حياة واحدة لتخسرها في هذا العالم! وبهذا خرج، ثمّ خطر له أنّ حصانه وأمتعته لا يزالان في المعبد، وذهب إلى هناك ليأخذهم، وعندما خرج من القرية كان هناك شبح المرأة ينتظره في الطريق.
انحنت المرأة الشبح وقالت: لقد كنت أبحث عن بديل لسنوات عديدة، واليوم عندما بدا لي أنّني يجب أن أحصل عليه حقًا، أتيت وأفسدت فرصتي، لذلك لا يوجد شيء آخر أفعله، ومع ذلك هناك شيء تركته ورائي في عجلة من أمري، من المؤكد أنّك عثرت عليه وسأطلب منك إعادته لي، إذا كان لدي هذا الشيء الوحيد، فلن يقلقني عدم العثور على بديل.
ثم أراها الجندي الحبل وقال ضاحكًا: هل هذا هو الشيء الذي تقصدينه؟ لماذا، إذا كنت سأعيدها إليك فمن المؤكد أن شخصًا ما سيشنق نفسه، وهذا لا يمكنني السماح به، وبهذه الكلمات، لفّ الحبل حول ذراعه، ودفعها بعيدًا وقال: الآن لن يكون معك! ولكن بعد ذلك غضبت المرأة الشبح، وتحول وجهها إلى اللون الأسود المخضر، وسقط شعرها في اضطراب شديد أسفل رقبتها، وأصيبت عيناها بالدم، وكان لسانها يتدلى بعيدًا عن فمها.
مدّت يديها وحاولت الإمساك بالجندي، لكنّه ضربها بقبضته المشدودة، وعن طريق الخطأ ضرب نفسه في أنفه وبدأ ينزف، ثمّ قام برش بضع قطرات من الدم في اتجاهها، وبما أن الأشباح لا تستطيع تحمل دم الإنسان، أوقفت هجومها، وابتعدت خطوات قليلة وبدأت في الإساءة إليه، فعلت هذا لبعض الوقت حتى بدأ الديك في القرية في الصياح، ثمّ اختفى الشبح.
في هذه الأثناء جاء أهل القرية ليشكروا الجندي، ويبدو أنّه بعد أن ترك المرأة عاد زوجها إلى المنزل وسأل زوجته عما حدث، وبعد ذلك ولأول مرة علم بما حدث، لذلك انطلقوا جميعًا معًا على طول الطريق للبحث عن الجندي خارج القرية، وعندما وجدوه كان لا يزال يضرب الهواء بقبضتيه ويتحدث بعنف، فنادوا عليه وأخبرهم بما حدث، وكان لا يزال من الممكن رؤية الحبل على ذراعه العارية.
ومع ذلك فقد كبر بسرعة وأحاط به على شكل حلقة لحم حمراء، كان الفجر قد بزغ للتو، لذلك تأرجح الجندي في سرجه وركب بعيدًا، وبقي الجميع يتحدث بفضل عمله في تخليصهم من الشبح.