الشعر في رثاء الاصدقاء

اقرأ في هذا المقال


مفهوم شعر الرثاء:

الرثاء هو كتابة شعر للمرثي وقد يكون بكاءً أو ندباً، ويُعرف أنّه فن شعري، يُعبر عن ما في نفس الإنسانية، كما أن الرثاء ثلاثة ألوان وهي: العزاء، والتأبين، والندب.

وقد عُرف الرثاء منذ العصر الجاهلي إلى عصرنا هذا، كما أنه يتتطور ويتجدد مع مواكبة الحياة، والعصر الذي كثر فيه الرثاء وهو العصر العباسي، ومن أشهر من قال في شعر الرثاء:

  • قام الأمين بتعزية الفضل بن الربيع، قائلاً:
    تَعَزُّ أبا العبّاسِ عن خيرِ هالِكٍ ،
    بأكرمَ حيٍّ كان ، أو هو كائنُ
    حوادِثُ أيّامٍ تَدورُ صُرُوفُها،
    لَهُنّ مَساوٍ مَرّة ً، ومَحاسِنُ
    و في الحيُّ بالميتِ الذي غيّبَ الثَّرى ،
    فلا أنتَ مَغبونٌ، ولا الموْتُ غابنُ
  • أيضاً ابو علاء المعري يرثي الفقيه أبا حمزة، قائلاً:

غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي
نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ

وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي
سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ

أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ
نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ

الشعر في رثاء الإصدقاء:

عُرف الرثاء وكثُر في العصر العباسي متضمناً ملامح كثيرة ومنها رثاء الرفقاء والأصدقاء؛ نظراً لمكانته خاصةً في النفس، حتى أن فقدٍهم يترك آثر عميق وألم كبير في النفس، حيث كان الشاعر يصور شعر الرثاء وحرقة الفراق بموت الصديق أو الرفيق، كما أن الشعراء أخذو يعبرون عن حزنهم ومأساتهم بأبيات شعرية ومنها:

يرثي بشار بن برد صديقة، قائلاً:

غمَضَ الحديدُ بصاحبيك فغمَّضا
وبَقِيتَ تَطْلُبُ فِي الحِبَالَة ِ مَنهَضَا

وكَأنَّ قَلْبي عند كل مصيبة
عَظْمٌ تكرر صَدْعُهُ فَتَهَيَّضَا

وأخٌ سَلَوْتُ له فَأذْكَرَهُ أَخٌ
فَمَضَى وتُذْكِرُك الحَوَادِثُ مَا مَضَى

فاشرب على تلف الأحبة إننا
جزرُُ المنيَّة ِ ظاعنين وخفَّضا

ولقد جريتُ مع الصبا طلق الصبا
ثم ارعويتُ فلم أجد لي مركضا

وعلمتُ ما علم امرؤ في دهره
فَأطَعْتُ عُذَّالي وأَعْطَيْتُ الرِّضَا

وصحوتُ من سكر وكنتُ موكَّلا
أرعَى الحَمَامَة َ والغُرابَ الأَبيضا

ما كل بارقة ٍ تجودُ بمائها
ولربما صدق الربيع فروَّضا

ومُنِيفَة ٍ شَرَفاً جعلتُ لَهَا الهَوَى
إمَّا مكافأة ً وإمَّا مُقرضا

حَتَّى إِذا شَرِبَتْ بماء مَوَدَّتِي
وشربتُ برد رضابها متبرَّضا

قَالَتْ لتربيها اذْهَبَا فتحسسا
ما باله ترك السلام وأعرضا

قد ذقتُ ألْفَتَهُ وذقتُ فراقَة ُ فوجدت
ذا عَسَلا وذَا جَمْر الغَضا

يا ليت شعري فيمَ كان صدوده
أأسأتُ أم رعد السحابُ وأومضا

ويْلِي عليه وويْلَتِي من بَيْنِهِ
ما كان إلا كالخضاب فقد نضا

سُبْحَانَ من كَتَبَ الشقَاء لذي الهوى
كان الذي قد كان حُكْماً فَانقضى



شارك المقالة: