وصف المجتمع في الجاهلية بارز في أشعارهم، وخاصة ذكر المكارم والقيم والشيم، فقد تغنوا بها وافتخروا بما لديهم من مكارم.
الشيم في الشعر الجاهلي
ركز الشعر الجاهلي في شعرهم على ذكر الأخلاق والقيم وقام الشعراء بالارتكاز عليها في أبياتهم والتفاخر بها؛ وذلك لأنه كان لهم من مكانة عظيم، حيث أن الشعراء كانوا يتجمعون في الأسواق لكي ينشدوا ويلقوا الشعر ويتفاخرون به.
ولقد كثرت المكارم الأخلاقية في الشعر الجاهلي، ومن أمثلة المكارم ذكر الجود وهو متأصل عند العرب والتغني بالأحساب والأنساب، وغض البصر والصدق والشجاعة والدفاع عن الوطن والقبيلة وغيرها من القيم التي وظفها الشعراء في قصائدهم.
وتتواجد العديد من الأغراض الشعرية الجاهلية، وقام شعراء الجاهلية بتناول الحياة الاجتماعية الجاهلية، وتكلموا عن جميع صفاتهم وأخلاقهم، والعادات والتقاليد التي التزموا بها.
نماذج شعرية من شعر الشيم في العصر الجاهلي
برز العديد والكثير من الشعراء الذين تفاخروا بمكارم الأخلاق وتغنوا بصفاتهم الأخلاقية ومنهم:
1- يقول عنترة بن شداد يصف أخلاقه وشيمه:
“وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي
حَتّى يُواري جارَتي مَأواها
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ
لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها
وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ خَبَّرَت
أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها
وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ
وَأُغيثُها وَأَعِفُّ عَمّا ساها”
2- ويقول حاتم الطائي عن الشيم:
“وَقائِلَةٍ أَهلَكتَ بِالجودِ مالَنا
وَنَفسَكَ حَتّى ضَرَّ نَفسَكَ جودُها
فَقُلتُ دَعيني إِنَّما تِلكَ عادَتي
لِكُلِّ كَريمٍ عادَةٌ يَستَعيدُها”
3- ويقول عروة الصعاليك في ذلك:
“لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ
مصافي المشاشِ، آلفاً كلَّ مجزرِ
يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة
أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر
ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعساً
تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر
يُعينُ نِساء الحيّ، ما يَستعِنّه
ويمسي طليحاً كالبعيرِ المحسرِ”