الصداقة هي عبارة عن كلمة تحمل الكثير من المعاني الكبيرة والعظيمة، وتُعتبر بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص أجمل شيء في الوجود، فهي من أبرز القيم التي يتسم بها الكثير من الناس في الحياة، إذ أن الصداقة الحقيقة والصادقة أصبحت من العُمل النادرة في هذا الزمن، لذلك من الصعب والمذهل إيجاد صديق حقيقي وحين وجوده يجب التمسك به وعدم تركه أبداً.
مضمون مثل “الصداقة تضحية متبادلة”:
الصداقة هي كلمة صغيرة تحمل في طياتها دلالات وعبر كثيرة، فالصداقة عطاء وحب ووفاء وتضحية وصدق، إذ تعني أجمل الأشياء التي تحتوي على قيمة كبيرة، فيُعتبر الوفاء هو العنوان الرئيسي للصداقة الحقيقية في هذه الأيام، ويُعد الصديق الحقيقي هو من يقوم بمسامحتك في حالة أخطأت ويخلق لك الأعذار، فهو لا يظن بصديقه إلا الظن الحسن ويشارك صديقه في الحزن والفرح، وهو من يتمنى الخير الدائم لصديقه.
يُعتبر الصديق الحقيقي بئر الأسرار، وهو من يقوم بنصيحة صديقه في حالة رأى فيه عيب ويشجعه في حالة رأى منه مبادرة إلى الخير، حيث يقوم بمساعدته على العمل الصالح الذي يزيد من شأن صديقه بين الناس، والصديق الحقيقي هو من يقلق على صديقه ويسأل عنه في حالة غيابه.
تناول المثل الإنجليزي موضوع الصداقة، حيث قال (أرسطو) الفيلسوف اليوناني في الصداقة (تمني الصداقة عمل سريع، لكن الصداقة نفسها ثمرة بطيئة النضج)، كما قال (جبران خليل جبران) عن الصداقة (لا تطلق مسمى الصداقة على كل عابر يمر بحياتك، حتى لا تقول يوماً: الأصدقاء يتغيرون)، بالإضافة إلى قول (سي إس لويس) عن الصداقة بأنها (ليست ضرورية مثل الفلسفة مثل الفن نستطيع العيش بدونها، ولكن هي واحدة من تلك الأشياء التي تعطي لبقائنا قيمة)، وهناك الكثير من الحكماء والفلاسفة العالميين الذين تطرقوا إلى موضوع الصداقة؛ ويعود السبب في ذلك لما للصداقة أثر كبير في نفوس البشر.
وقد كتبت (مينا بولس) حول موضوع المثل الإنجليزي عن الصداقة والتضحية التي تُقدم من الطرفين المعنيين بها، فالصديق الحقيقي هو من يقوم بالتضحية من أجل صديقه، حيث تربط الأصدقاء علاقات متينة من خلال الترابط النفسي الصادق، فكل إنسان في هذه الحياة بحاجة إلى إنسان صادق يقف بجانبه في كافة ما يمر به من ظروف سواء أكان في سعادته أو في حزنه، إذ أن الصداقة تبنى على الثقة المتبادلة والمحبة والإخلاص وتقديم المساعدة في كافة الظروف الحياتية.