يُعد الصدق من أفضل الصفات التي يتصف بها الإنسان الصادق، حيث أن من يحمل هذه الصفة ينال رضا الله سبحانه وتعالى، وثمة الناس من حوله، واحترامه لنفسه، فهو طوق النجاة رغم صعوبته عند معظم الناس.
أحداث دارت حول مثل “الصدق هو أفضل سياسة”:
يحكى قديماً أنه كان هناك طفل يسكن مع والدته في منزل صغير بعد وفاة والده، كانت والدته تعتني به أجل اهتمام ليس فقط من حيث الملبس والطعام والشراب ، وإنما أيضاً من جهة نشأته على الأخلاق الحميدة، كالوفاء بالعهد والأمانة والصدق والتواضع؛ وذلك من أجل أن تسهم أخلاقة في أن يكون سويّ السلوك مع الناس، ومفتاح للخير في المجتمع ويترك أثراً طيباً في قلوب من يقابلهم في حياته.
كان للطفل عم يعمل في مجال التجارة، يذهب معه الطفل في بعض الأمور التي يدير بها تجارته، من أجل التعلم على حمل المسؤولية، فكانت تلك الأمور تحتاج إلى جَلد وصبر، فيقطع فيها مسافات بعيدة، ويذهبون إلى مدنٍ بعيدة من أجل جلب البضائع، حيث كان الطفل ينتبه جيدً لأمور البيع والشراء؛ ليتعلم أصولها وكيف يمكن أن يكون على خلق رفيع في التعامل مع الناس وعدم خداعهم.
وبينما يسير مع القافلة من أجل التجارة، هاجمهم مجموعة من المسلحين، حاصروا القافلة واستولوا على ما فيها، وأخذوا جميع الأموال لديهم، وبدأوا باستجوابهم، وحين وصل أحدهم للولد سأله إذا كان يحمل مال في جيبه، فرد عليه أن معه مبلغ بسيط من المال، فضحك الرجل، وجاء رجل أخر وسأله نفس السؤال فكانت الإجابة نفسها، فسخروا منه وأخذوه إلى زعيم العصابة، فسأله الزعيم عن سبب صدقه وعدم كذبه كما فعل الرجال الآخرين في القافلة، فأجاب الولد أنه معاهداً لأمه بأن لا يكذب على أحدٍ قط، وأنه لا يريد أن يخون أمه مهما حصل، وأن هذا السبب في قوله الحقيقة، فاندهش رئيس العصابة وتذكر أنه خان أمر الله تعالى في استيلائه على القافلة، فقال الزعيم للولد: أنت لم تخن أمك وأنا لن أخون أمر الله تعالى، فأطلق سراحهم وأعاد إليهم جميع ما أخذ منهم.
العبر المستفادة من المثل:
الأبوين هم من يُنشئان الأبناء على الأخلاق الحميدة، وبهم يصلُّح المجتمع ويصدق الجميع مع بعضهم البعض، فللصدق أهمية كبيرة وأثر عظيم في الناس، مما يساهم في إنشاء جيل على القيم البناءة من خلال قول الحقيقة والمعاملة بالحسنى ورعاية الأمانة وحفظها.