الأمثال من أكثر مظاهر الحياة انتشاراً في صورة حية في دلالات شاملة لمعتقدات جميع الشعوب على حدٍ سواء؛ فتجسد تصورات ومعتقدات المجتمعات في جمال اللفظ وإيجاز النص وكثافة في المعنى.
مضمون المثل:
تُعد الأعراف الاجتماعية في حل النزاع والعداوة بين الناس، قوة لا تقوى عليها المحاكم ولا القوانين، وذلك ضمن ضوابط اجتماعية وقانونية ذات طابع نفسي لدى الناس فيعلن مبدأ الإتفاق على الجميع ويتم تحديد تاريخ ومكان الإجراءات؛ لإنهاء الحادثة بأكملها.
اعتاد الناس اللجوء إلى قادة الرأي والوجهاء بينهم؛ للتوسط في حل المشاكل بينهم في الجرائم التي تحصل بينهم؛ تفاديا لردات الفقعل التي تتعقب تلك الجرائم، مثل الثأر خصوصا إذا كانت الجريمة قد أدت لوفاة أحد الأشخاص، فيقوم المتسبب بالتوسط لحل المشكلة.
فيتحمل المتسبب المسوؤلية اتجاه أسرة المتوفي ويقع على عاتقه جميع الأضرار المادية والمعنوية التي نجمت عن الحادثة، فيبدىء احترامه وتقديره للجهة الأخرى؛ لموافقتها على الصلح.
دلالة المثل:
للصلح أهمية كبيرة في المجتمع لما له من دور كبير في تقويم أخلاق الإنسان وهو إحدى أسباب النجاح والفلاح في الحياة، فهناك العديد من الآيات القرانية والاحاديث النبوية بالحث على الصلح، مما جعله في أوائل الحلول في الخلافات الحياتية فهو يعمل على تهدئة نواة النزاع بين الناس لقوله تعالى”الصلح خير”.
كما أشير إلى الصلح في كثير من الآيات القرانية الكريمة ومنها قوله تعالى “إعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون”.
الهدف من المثل:
للصلح أهداف إيجابية سواء أكانت نفسية أو اجتماعية أو تربوية لكن ضمن ضوابط يجب النظر فيها، وهي أسبابه كيفيته وطريقة الصلح والمكان والزمان، بالإضافة إلى ذلك يتم النظر في شخصية المصلح؛ فيجب أن يكون على قدر عالي من المكانة الاجتماعية بين الناس، فيكون لديه القدرة على القيام بالصلح كما يتم النظر أيضاً في مهارته بالأسلوب، حيث يترتب عليه أن يكون على علم ودراية بالأحكام الشرعية؛ فلا يجوز الصلح في القضايا المحرمة شرعاً ولا يجب أن يترتب على الصلح أي مخالفة؛ بحيث يتم إنهاء جمعة الصلح بأفضل ما يكون.