متى دخلت الطباعة إلى مصر؟
أمّا الطباعة في مصر فقد تأخرت حيث أنَّها لم تعرفها إلّا بعد دخول نابليون إليها غازيًا في عام(1798ميلادي).
واصطحب معه مطبعة تطبع بالأحرف العربية والفرنسية واليونانية والعبرية والسريانية والقبطية.
ما هي أول مطبعة في مصر؟
وقد سميت بالمطبعة الشرقية أو البحرية، وكان أول مطبوع لها بالعربية هو المطبوع الذي سمِّي بالبيان العربي.
الذي حمل عبارة التالية:”في الإسكندرية، من مطبعة الشرقية والفرنساوية”.
وبعد أقل من شهرين ظهرت في القاهرة أول صحيفة عرفتها مصر. وبعدها ذلك نقلت
المطبعة من الإسكندرية إلى القاهرة وسميت بالمطبعة الأهلية.
ولكن عندما ترك الفرنسيون مصر، تركوا مطابعهم فأفرد لها محمد علي باشا مكانًا في بولاق.
وقد طبعت هذه المطبعة صحيفة الوقائع كما بدأت بالطبع على حساب الأفراد منذ سنة(1836ميلادي).
ثمَّ قامت أيضًا بطبع القواميس واللوائح والمنشورات والتقاويم بالإضافة إلى طبع الكتب المُختلفة.
وقد أُنشئت مطبعة مدرسة الطب بأبي زعبل في عام (1827ميلادي)، وكانت أول مطبعة رسمية في مصر بعد مطبعة بولاق.
إلَّا أنَّ هذه المطبعة لم تعمر طويلًا فتوقفت عن العمل في عام (1837ميلادي).
وقد تأسَّست في عام(1831ميلادي) مطبعة الطوبجية بطره، لنشر الكتب والقوانين باللغة
التركية والعربية بين رجال الجيش ولإنجاز الأعمال اللازمة للنظام الجديد.
ومن مطبوعاتها، كتاب “الكنز المُختار في كشف الأراضي والبحار”
عام(1834ميلادي) .
الذي قام بتصحيحه الشيخ رفاعة الطهطاري، وكتاب”كليلة ودمنة” الذي طبع عام(1853ميلادي).
وقد تعدَّدت المطابع وتنوعت في مصر، فأنشئت مطبعة الجهاد. ومطبعة الديوان الخديوي، ومطبعة رأس التين الإسكندرية.
وكانت هذه المطبعة أول مطبعة رسمية عرفتها الإسكندرية بالإضافة إلى عدد المطابع الأجنبية.
كالمطبعة العامودية ومطبعة مونامو ومطبعة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ومطبعة مدرسة الفرير للفنون والصنائع.
ولم ينته القرن التاسع عشر حتى أنشئ العديد من مطابع الصُحف أيضًا مثل مطبعة
وادي النيل ومطبعة كايرون اليونانية ومطبعة الأهرام العربية.
كم بلغ عدد المطابع في مصر؟
وقد بلغ عدد المطابع في مصر سنه(1909ميلادي)، اثنتين وستين مطبعة في القاهرة، وستًا وأربعين بالإسكندرية.
وقد بلغ مجموع المطابع في المدن جميعها مائة وإحدى وثلاثين مطبعة عدا المطابع الصغيرة.
إلَّا أنَّ الطباعة في مصر قد ازدهرت ازدهارًا كبيرًا في ظلِّ ثورة عام (1952ميلادي)،
فقد غدت مصر في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر مركزًا هامًا ورئيسًا من مراكز الثقافة والإشعاع.
واقتنت العديد من المطابع الحديثة تمشيًا مع السياسة إيصال من مراكز الثقافة لمختلف فئات الشعب بل مختلف أرجاء الوطن العربي.
إلّا أنّ الثقافة قد تقهقرت مع تقهقر دور مصر السياسي والثقافي في ظلِّ سياسة الخضوع للعدو الإسرائيلي.
وسياسة الانفتاح على القوى الاستعمارية المعادية لكل ما من شأنه أن يزيد من وعي الجماهير ويقظتها وإرادتها.
أمّا في بقية الأقطار العربية فإنَّ الطباعة لم تدخل إلَّا في مرحلة متأخرة نسبيًا.