تطرقت الأمثال الشعبية الإنجليزية إلى معظم مجالات الحياة، وقد تناول المثل الإنجليزي المشهور (The road to hell is paved with good intentions)، موضع حسن النية التي يكمن داخل الإنسان، فلا أحد يقوى على معرفة نية الشخص المقابل وما يضمره داخله سوى نفسه والله سبحانه وتعالى، وسوء نية الإنسان فإنها لا تقوده إلا إلى هلاكة وعقابه.
مضمون مثل “الطريق إلى جهنم مفروش بحسن النوايا”:
فسر الحكماء الغربين والعرب المعنى المقصود من هذا المثل بأنه يوجد هناك الكثير من الأشخاص الذين يحملون بداخلهم النية الصالحة والطيبة، ويضمرون كل الخير والصلاح إلى الآخرين، ولكن لم تتوفر عندهم الإرادة والعزيمة والفرص، من أجل أن يقوموا بترجمة كل ما هو بداخلهم وتوظيفه في الأعمال الصالحة التي تقدم المنفعة والخير إلى الآخرين.
مما يجعل هذه النية تصبح دون طائل ولا قيمة ولا أهمية أو منفعة تأتي جرائها، فتكشف عن ضعف في عزيمة وقدرة صاحبها، الذي ينجر وراء العقاب والآثام، مما يؤدي فيه في نهاية الطاق إلى جهنم، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأشخاص يودون القلاع عن السرقة والخمر، لكنه لا يقوم بفعل أي محاولة من أجل هذا الفعل أبداً.
ظهرت العديد من المرادفات للمثل الإنجليزي في كتاب الله عز وجل في الدين الإسلامي الحنيف، فمن المعروف أن الإبتعاد عن النار والدخول إلى الجنة يحتاج إلى الكثير من الشروط، ومن ضمن تلك الشروط هو إخلاص النية لله تعالى بما يوافق الشرع في الدين الإسلامي، فقيل في القرآن الكريم (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا)، وقد ورد ذلك قي سورة الكهف آية 110.
وكما ورد أيضاً مرادف لمعنى المثل الإنجليزي في سورة الملك لقوله تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، فقد أشير إلى أن التقرب من الله لا تكون بالأهواء والبدع الضالة التي لا توافق الشرع والسنة النيوية، فهذا لا يزيد المرء إلا البعد عن الله، وكما أن عمل المرء في تلك الحالة يكون مردود عليه، فمن أخلص النية إلى الله ولم تكن اعماله توافق السنة النبوية والشرع، فلا يقبل عمله، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يكون معرض إلى العقاب في نار جهنم وبئس المصير.