الطلاق الراقي

اقرأ في هذا المقال


تفسير الآية:

﴿ٱلطَّلَـٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِیحُۢ بِإِحۡسَـٰنࣲۗ وَلَا یَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُوا۟ مِمَّاۤ ءَاتَیۡتُمُوهُنَّ شَیۡـًٔا إِلَّاۤ أَن یَخَافَاۤ أَلَّا یُقِیمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا یُقِیمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِمَا فِیمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن یَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾ [البقرة ٢٢٩]

قد يُحصر الشقاق، ويقع الطلاق، فلما تتغير النفوس، ويظهر العبوس؟ ففي الزواج كان الفرح والسرور، والبعجة والحبور، وعند الطلاق ننسى كل شيء، وكأنها معركة مع عدو لا يستحق رحمة ولا رأفة، فلا مجال لتسامح ولا تعاطف، ولا تراحم ولا إحسان، بل صلف وجحود، وظلم وغضب وبغضاء!.

ما هذا الذي يفعله الناس ؟ ألّا يقرؤون كلام ربهم جل في علاه، ألا يتدبرون آياته؟ ألّا يحتكمون إلى أحكامه، ويتخلقون بآدابه؟

ألّا يدركون كيف هذّب الله أخلاق المؤمنين، وزرع في قلوبهم الرحمة، على خلاف أهل الجاهلية الذي يظلمون ويتجاوزون الحد دون رادع.

وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: كان الرجل يُطلق امرأته ما شاء الله أن يطلقها وإن طلقها مائة أو أكثر، إذذا ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، حتى قال الرجل لامرأته: والله لا أطلقها فتبيني مني، ولا آويك إلي، وكيف ذلك؟ أطلقك وكلما قاربت عدتك أن تنقضي ارتجعتك، ثم أطلقك وأفعل ذلك، فشكت المرأة ذلك إلى السيدة عائشة فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فسكت حتى نزل قوله تعالى (ٱلطَّلَـٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِیحُۢ بِإِحۡسَـٰنࣲۗ).

وعلينا أن نتلقى هذا الحكم بالرضى والقبول، وأن نطبقه واقعاً عملياً عند الحاجة إليه.

اللهم اهدنا لما تحب وترضى .


شارك المقالة: