العاقل من اتعظ بغيره- He is a happy man who is warned by another mans deeds

اقرأ في هذا المقال


يعد هذا المثل من أشهر الأمثال القديمة والحكيمة، فالعاقل هو من يتعظ من واقعة حصلت مع غيره ورآى أحداثها ونتائجها بعينه، فتجنب الوقوع بمثل تلك الواقعة، أما الجاهل هو ما قد حصل معه يكون عظة له للحياد عنها في أمور حياته القادمة، ولا يكرر الوقوع في الغلط مرة أخرى، وبالرغم من أن هناك الكثير ممن وقعوا في الأخطاء ولكن هناك القليل جداً من اتعظ منهم فكرروا نفس الأخطاء خصوصاً في مجال الحكم والسلطة.

مضمون مثل “العاقل من اتعظ بغيره”:

يقال هذا المثل كثيراً في حالة عدم الاتعاض والتعلم من أخطاء الآخرين، فالإنسان الذكي والعاقل هو من يرى المكروه الذي وقع فيه غيره فيحيد عن الوقوع به، وأكثر الأشخاص معنيين بهذا المثل هم القائمين على نظام الإنقاذ، لأنهم أكثر الأشخاص الذين يدركون ما يحيط بالوطن من مهددات وأخطار، وكما أنه ليس من الضرورة أن يطلب منهم الاتعاض وهم في قطاع السلطة فقط فكل فرد محسوب عليه أمن وسلامة الوطن، لأنه في حالة وقوع حادثة أو مكروه على الوطن فإنه سيقع على الجميع دون استثناء.

قصة مثل “العاقل من اتعظ بغيره”:

كان هناك رجل أسدي النصح لقومه يدعى “مرثد بن سعد”، وهو من رجال فرعون وعلى مكانة بين قومه توازي في الوقت الحالي شخصية رجل في المكتب القيادي أو في الحزب الحاكم، ذهب ذات يوم مع وفد من قوم عاد إلى مكة المكرمة للاستسقاء الماء ويرفع عنهم الله العذاب، وقد كان حينها غير مسلم ولكنه سار مع القوم، وإذ هو في ذلك المكان شاهد غيمة كبيرة قد رفعت أمام عينه من البحر وانقذتهم من العذاب، فلما رآى ذلك المنظر قام بالتشهد والدخول بالإسلام، ولكنه لم يعلن اسلامه وما كان يعلم بإسلامه سواء أصدقاء مقربين منه فكتموا سره ولم يخبروا أحداً أنه أسلم.

وفي ذات يوم جاء إلى أصدقائه وقال لهم “ما لكم حيارى كأنكم سكارى، إن السعيد من وعظ بغيره ومن لم يعتبر الذي بنفسه يلقى نكال غيره”، فأصبحت مقولته هذه مثلاً مشهوراً ومتداولاً حتى يومنا هذا، وقد أشار الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لهذه الحادثة بقوله “ويقوم لا يجر منكم سقا في أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد”، وأوضح المتنبي في تفسير هذه الآية بأنه المقصود بها هذه الحادثة.


شارك المقالة: