العقد

اقرأ في هذا المقال


هي قصة قصيرة من عام 1884 للكاتب الفرنسي جاي دي موباسان (بالفرنسية: La Parure)، تشتهر بنهايتها الملتوية (النهاية الأيونية)، والتي كانت السمة المميزة لأسلوب دو موباسان. نُشرت القصة لأول مرة في 17 فبراير 1884 في صحيفة Le Gaulois الفرنسية. حيث تم تكييف القصة للسينما والتلفزيون عدة مرات.
أحد المواضيع في”القلادة” هو ثنائية الواقع مقابل المظهر. مدام لوسيل جميلة من الخارج، لكنها في الداخل غير راضية عن أسلوب حياتها الأقل ثراءً. ماتيلد يسيطر عليها الجشع الذي يتناقض مع كرم زوجها اللطيف حيث تعتقد أن الثروة المادية ستجلب لها السعادة، وفخرها يمنعها من الاعتراف لمدام فوريستير بأنها ليست غنية، وأنها فقدت العقد الذي اقترضته.

وبسبب فخرها وهوسها بالثروة، خسرت ماتيلد عشر السنوات من حياتها وهي تنفق كل مدخراتها على استبدال العقد، فقط لتكتشف أن العقد الأصلي كان مزيفًا في البداية – مظهر ثري زائف، تمامًا مثل السيدة لوسيل نفسها. وتوضح القصة قيمة الصدق فلو أن ماتيلد قد أخبرت مدام فوريستير الحقيقة ، لكانت على الأرجح قادرة على استبدال القلادة بسهولة والاستمتاع بالرخاء الذي أرادته ولكن لم تحصل عليه أبدًا.

الشخصيات:

  • ماتيلد لوسيل.
  • السيد لويسيل.
  • مدام فوريستير.

قصة العقد:

تدور أحداث القصة حول ماتيلد لوسيل وهي شابة جميلة وساحرة ولدت في عائلة فقيرة ووضعها الاقتصادي منهار تماماً. لقد تم تزويجها من كاتب متواضع في وزارة التربية والتعليم، لا يستطيع أن يوفر لها سوى أسلوب حياة جيد أو متواضع حيث أصبحت تشعر بعبء فقرها بشدة وتأسف كثيرًا في الحياة وتقضي ساعات طويلة في تخيل وجود حياة أكثر سعادة ومالاً.
وبينما كان يعبر زوجها عن سعادته بالعشاء الصغير المتواضع الذي كانت تعده له، كانت من جهتها تحلم بعيدًا بعشاء متقن يتم تقديمه على طبق صيني فاخر حيث تتناوله بصحبة أصدقاء أثرياء ولكنّها ليس لديها مجوهرات أو ملابس فاخرة، وهي الأشياء الوحيدة التي تحلم بها وتعيش من أجلها و بدونهم، تشعر أنها غير موجودة.
وذات ليلة عاد زوجها إلى المنزل بفخر حاملاً دعوة لحضور حفل رسمي استضافته وزارة التربية والتعليم وكان يأمل أن تسعد ماتيلد بفرصة حضور حدث من هذا النوع ، لكنها غضبت على الفور وبدأت في البكاء. أخبرته من خلال دموعها أنه ليس لديها ما ترتديه وأنه يجب عليه إعطاء هذه الدعوة إلى أحد أصدقائه الذين يستطيعون شراء الملابس الأفضل لزوجاتهم.
انزعج زوجها بشدة من رد فعلها وسألها عن تكلفة الفستان المناسب حينها فكرت في الأمر بعناية وأخبرته أن 400 فرنك ستكون كافية لكن زوجها فوافق على أن يحاول تدبير هذا المبلغ لاحقاً ومع اقتراب يوم الحفلة، بدأت ماتيلد في التصرف بشكل غريب ثمّ اعترفت بأن سبب سلوكها هذا هو افتقارها إلى المجوهرات. وعندما اقترح زوجها عليها أن ترتدي عقداً من الزهور رفضت بشدة.
اقترح زوجها عليها حلاً آخر وهو زيارة مدام فوريستير وهي صديقة ثرية لماتيلدا واستعارة شيء منها. فوافقت مدام فوريستيرعلى إقراض ماتيلد جواهرها، واختارت ماتيلد عقدًا من الماس ثمّ شكرت صديقتها وأبدت الامتنان لكرم مدام فوريستير ثمّ رافقت زوجها للحفل.
في الحفل كانت ماتيلد هي أجمل امرأة حاضرة ويلاحظها الجميع، إنها مغرورة من الاهتمام ولديها شعور غامر بالرضا عن النفس وبعد انتهاء الحفل في الرابعة صباحًا، بحثت أخيرًا عن زوجها السيد لويسيل، الذي كان يغفو لساعات في غرفة مهجورة، وبعدما أفاق خلع سترته وألبسها إياها على كتفيها العاريتين وطلب منها الانتظار في الداخل، بعيدًا عن هواء الليل البارد بينما يذهب ليجلب سيارة أجرة لهما. ولكنها تخجل من ارتداء سترته القديمة وتتبعه فوراً للخارج حيث يمشون لبعض الوقت قبل أن يوقفوا سيارة أجرة.
عندما عادوا أخيرًا إلى المنزل، شعرت ماتيلد بالحزن لأن الليل قد انتهى وعندما أرادت تبديل ملابسها اكتشف أن عقدها غير موجود حول رقبتها وفي حالة من الذعر، خرج السيد لوسيل وأعاد تتبع خطواته، ثم جلست تنتظره وهي مرتعبة، ثمّ عاد زوجها إلى المنزل في وقت لاحق في حالة ذعر أكبر حيث أنّه لم يعثر على القلادة. فطلب منها أن تبلّغ مدام فوريستير بأنها كسرت قفل القلادة وأنها ستقوم بإصلاحه وبالفعل أبلغت السيدة فورستر التي وافقت على ذلك.
في تلك الأثناء استمروا في البحث عن القلادة دون جدوى وبعد أسبوع، قرر السيد لوسيل بأن عليهم شراء واحد محله واستبداله، ثمّ زاروا العديد من صائغي المجوهرات، وبحثواعن قلادة مماثلة، وبعد عناء في النهاية وجدوا واحدة كانت قيمتها 40 ألف فرنك، ثمّ أخبرهم الصائغ أنّه سيعطيها لهم مقابل 36 ألف، ثمّ قضى لوسيل أسبوعًا في جني الأموال من جميع أنواع المصادر، ورهن كل شيء كان بحوزتهم، وبعد اكتمال المبلغ اشترى السيد لوسيل القلادة.
وعندما أعادت ماتيلد القلادة، في حالتها كما كانت إلى مدام فوريستير، انزعجت مدام فوريستير من المدة التي استغرقتها لاستعادتها ولكنها لم تفتح العلبة لتفقدها عندها شعرت ماتيلد بالارتياح، وعادت ماتيلدا لبيتها وبدأ زوجها في عيش حياة الفقر المدقع، حيث إنهم تخلوا عن خادمتهم وانتقلوا للعيش في شقة أصغر واضطر السيد لوسيل للعمل في ثلاث وظائف، وكانت تقضي ماتيلد كل وقتها في القيام بالأعمال المنزلية الشاقة.
استمر هذا البؤس عشر سنوات ولكنهم في النهاية سددوا ديونهم المالية، لقد انتهى الآن جمال ماتيلد الاستثنائي فهي تبدو مثل النساء الأخريات في الأسر الفقيرة وأصبح كلاهما متعب ومصاب بأضرار لا رجعة فيها من سنوات المشقة هذه.
في أحد أيام الأحد بينما كانت ماتيلد في الخارج في نزهة على الأقدام قابلت ماتيلد مدام فوريستير ومع شعورها بالعاطفة تجاه صديقتها السابقة، اقتربت منها وقدمت لها التحيات ولكنّ مدام فوريستير لم تتعرف عليها، وعندما عرفت ماتيلد عن نفسها، لم تستطيع مدام فوريستير منع نفسها أن تصرخ بأنها تبدو مختلفة.
تقول ماتيلد إن التغيير كان على حسابها وتشرح لها الملحمة الطويلة لفقدان العقد واستبداله والعمل لمدة عشر سنوات لسداد الديون، وبعد أن أنهت ماتيلد شرح قصتها للسيدة فوريستير، تفاجئت السيدة بذلك وشبكت يديها ببعضهما وأخبرت ماتيلد أن القلادة الأصلية كانت مجرد مجوهرات مقلدة ولا تساوي شيئًا.


شارك المقالة: