يرتبط الجسم والعقل بعلاقة تفاعلية وتكاملية؛ حيث أن الجسم يتأثر بالعقل وما يدور حوله من مؤثرات خارجية، كما أن أكثر مّا يتأثر به العقل هو ما يحصل للجسم، ومن هذا المنطلق رأى العلماء أن سلامة الجسم تستدعي سلامة العقل من خلال اتباع أساليب للمحافظة على سلامة العقل والجسم.
مضمون مثل “العقل السليم في الجسم السليم”:
يرتكز هذا المثل على ضرورة أن نحافظ على سلامة عقولنا وأجسادنا من خلال أسس ومعايير تساعدنا في ذلك، وهذه الأسس كالتغذية السليمة والمتكاملة واتباع الأنظمة الصحية المتوازنة، إضاةً إلى شرب الكثير من الماء وممارسة الرياضة.
قصة مثل “العقل السليم في الجسم السليم”:
كان هناك فتاة مجتهدة جداً في دراستها، وفي إحدى الأيام وهي تمارس حل واجباتها تذكرت أن لديها امتحان في اليوم التالي، ولكنها لم تنهي حل واجباتها بعد، خاصةً وأنها كانت تعاني من صعوبة الحفظ وقلة في التركيز، فاحتارت ماذا تفعل؟
ذهبت الفتاة في اليوم التالي لتأدية الامتحان ولما انتهت من الحل خرجت وقالت: لم أستطيع تذكر أي معلومة داخل الامتحان وأن الأسئلة كانت صعبة للغاية، على الرغم من أنها كانت تتابع دروسها أول بأول، فلا بد أنه يوجد لدي مشكلة ما، لذلك قررت أن تذهب إلى الطبيبة النفسية ربما بإمكانها مساعدتها وإيجاد حلاً لها.
وفعلا ذهبت في اليوم التالي إلى الطبيبة النفسية وشرحت لها ما حصل معها، وباتت تشكو من أمور تحصل معها خلال الدراسة مثل كثرة النسيان، فسألتها الطبيبة: هل تمارسين أي نوع من أنواع الرياضة؟ فأجابته بأنها لا تمارس أي نوع من أنواع الرياضة أبداً.
ثم تسائلت عن مدى علاقة الرياضة بمشكلتها؟ فأجابتها الطبيبة: هناك علاقة قوية تربط التمارين الرياضية وشدة التركيز والإدراك، فهي تقوم بتنشيط الدورة الدموية ممّا يحسن المستوى الذهني للإنسان، وبعد أن عادت إلى البيت وأخبرت والدتها بما جرى معها، خاصةً وأنها لم تقتنع بأن الرياضة هي سبب مشكلتها.
وفي صباح اليوم التالي قررت الذهاب لممارسة الرياضة من باب تجربة مقولة الطبيبة، واستمرت على هذا الحال لمدة شهر، حتى لاحظت على نفسها أنها بدأت تستعيد تركيزها الذهني وقوة تفكيرها، ومن هنا جاء مثل العقل السليم في الجسم السليم.