اقرأ في هذا المقال
حياته
ولد محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد، أبو عبد الله، عماد الدين الكاتب الأصبهاني في أصفهان عام 1125 ميلاية، وانتقل منها إلى بغداد وتلقّى تعليمهُ في المدرسة النّظاميّة وتتدرّج في الوظائف، إلى أن أصبح نائب الوزير لابن هبيرة.
انتقل إلى دمشق عام 1166ميلادية 562 هجرية، بعد وفاة الوزيرابن هبيرة، وقدَّمه قاضي دمشق كمال الدين إلى نور الدين زنكي ملك دمشق، حيث عيّنهُ معلماً في المدرسة النورية التي عرفت في ما بعد بالمدرسه العمادية، ثمّ ولَّاه بعدها الإشراف في ديوان الإنشاء.
بعد وفاة نورالدين عام 1173ميلادية ،عُزل عماد الدين من جميع وظائفهِ وطُرد من البلاط ، فانتقل للعيش في الموصل، وبعد أن بلَغهُ أنَّ صلاح الدين الأيوبي عاد من حروبهِ إلى دمشق اتّصل بالقاضي الفاضل الذي توسَّط في أمره وعيّن في ديوان الإنشاء نائبا للقاضي الفاضل.
وقد عاش حياته في دمشق ورافق صلاح الدين الأيوبي في حياته ومعاركه، وأقام في منزلهِ بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي عام 1193 ميلاديه وأقبل على التصنيف حتى وفاته عام 1201 ميلاديه .
مؤلفاته:
- البرق الشامي.
- خريدة القصر وجريدة أهل العصر.
- خطفة البارق وعطفة الشارق.
- ديوان الرسائل.
- ديوان الشعر.
- الفتح القسيِّ في الفتح القدسي.
- نحلة الرحلة.
- العتبى والعقبى.
مسيرتهُ:
ولد العماد الأصفهاني وتلقّى مبادىء العلوم بأصفهان، في كنف أبيه محمد صفي الدين الفارسي الأصل، وفي الثالثة عشر وأخذه والدهُ وأخاه الأصغر حامد إلى قاشان، وعهد بهما إلى أحد أصدقائه ومضى هو مع السلطان داوود إلى الرّيف، وتعرف العماد على الخجلدي أحد أشهر علماء عصره، ورافقه في رحلة العودة إلى أصفهان، وهنالك أخذ عنهُ أشهر علماء أصفهان وأدبائها، وجمع مواد جريدة القصر ونظم بعض القصائد، وحجَّ مع الخجندي سنة 548 هجرية وعاد من الحج إلى بهمظان، ثم إلى أصفهات التي ما لبث أن خرج منها إلى بغداد مع أبيه، وانصرف هذه المرَّة انصرافاً تاماً إلى الأدب، وبرع في الشعر، وتابع دراسته وجمع مواد بعض كتبهِ وذلك في عهد المقتفي بأمر الله.
لم يكتفِ العماد الأصفهاني بالمكانةِ الإداريّة التي حظي بها لدى سلاطين زمانه، ولا بالدُّور الرائد الذي قام بهِ بالتَّعاون مع القاضي الفاضل في التمكين للناصر صلاح الدين الأيوبي على مستوى الإصلاح الإداري والمالي، والدعاية والإعلان، والجهاد بالقلم واللّسان، وإنما أبقى حبله في العلم والعلماء موصلاً غيرمنقطع، وجمع مادة كتبه خلال فترة حياته الطويلة الحافلة بالأحداث، وترك لناثريهِ من الكتب منها المطبوع والمخطوط والمفقود، وزادت على الخمسة والأربعين مجلدًا في التاريخ والأدب والتراجمِ.