مفهوم العمل:
العمل عبارة عن مجهود إداري كبير وواسع يكمن الهدف منه في إنتاج أكبر قدر ممكن من السلع الإنتاجية التي تسد حاجيات ومتطلبات المجتمع، كما يتمثل في تقديم الخدمات المجتمعية التي يطلبها المجتمع، فالعمل حينما لا يكون مبتغاه هدف معين، فإنه يتجرد من مفهومه ومضمونه، كما يركز العمل على العديد من المحصلات العلمية التي يجب توفرها في الفرد من أجل التمكن من الحصول على عمل في مجال العلم، إذ لا يمكن لأي فرد أن يدخل مجال العمل العلمي دون أن يكون مؤهل علمياً لهذا العمل.
يُعتبر العمل هو الطاقة التي تكمن داخل الفرد، بالإضافة إلى الجهد الذي يقوم به الفرد سواء كان في المجال الحركي أو المجال الفكري، حيث يقوم الشخص ببذل مجهود حركي وفكري من أجل الحصول على إنتاجات يشبع بها متطلبات المجتمع من احتياجات طبيعية وسلع، بالإضافة إلى الخدمات المجتمعية التي يطلبها ويحتاجها المجتمع، وتلك الأمور تعتمد بشكل كلي على الجهد الإنساني الذي يقوم بتوفيرها.
فكل فئة في هذا المجتمع من أطباء ومهندسين وتجار يقومون بتكييف طاقاتهم الإنسانية من أجل إشباع متطلبات واحتياجات المجتمع، حيث تتفاعل القوة والجهد البشري مع العناصر الأولية من أجل تأمين تلك الاحتياجات، إذ أنّ تأمين المتطلبات يحتاج إلى الكثير من التكاليف سواء كانت على المستوى الجهد الفردي أو على المستوى المادي، وهذا ما يجعل رفض قبول أي مجتمع بالتهاون والتساهل في تأمين المتطلبات المجتمعية.
مضمون مثل “العمل عمل”:
يُعتبر المثل الإنجليزي المذكور من أشهر الأمثال التي تداولت في كافة المجتمعات العالمية؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ المجتمعات تقوم في أساسها وارتكازها على العمل، فالعمل الذي يحتوى على الجهد الدؤوب هو من ينهض بالمجتمع ويقوده إلى الرفعة والتقدم والنجاح، وهذا ما دفع الحكماء والعلماء والفلاسفة من أخذ المثل الإنجليزي وترجمته إلى كافة اللغات العالمية سواء كانت العربية أو الأوروبية.
قدم المثل الإنجليزي في مضمونه نصيحة نفيسة وثمينة، وهي أنّ العمل هو عمل، إذ لا يسمح لأي شخص على وجه الكرة الأرضية بالتساهل والتهاون به، فهو من يرتقي بالمجتمعات والأمم ويرفعها إلى أعلى المستويات، كما يوفر لأفرادها كافة احتياجاتهم ومتطلباته.
