في بعض الأحيان، لا يتم حل بعض الأمور المعقدة التي تحصل معنا، إلا عندما نتجه لإتباع طرق غير صحيحة، وغير عادلة، وليست في نطاق المنطق، ولا في إطار الصحيح.
لكن رغم معرفتنا بذلك، إلا أننا نقوم باتباعه؛ نظراً لنتائجه المفيدة التي سوف نحصل عليها في تفادي بعض المشاكل، لكن دون إلحاق الأذى لأي شخص كان وأن يكون اتباعها لهذا الأسلوب مبرر.
قصة المثل:
يقال في قصة هذا المثل أنه كان يوجد غراب يسكن فوق شجرةٍ كبيرة في الغابة مع زوجته، وكانوا يعيشون في سعادة كبيرة، حيث لا يوجد من يعكر مزاجهم وفي ذات يوم جاء ثعبان كبير لونه أخضر، اتخذ من نفس الشجرة مسكناً لهُ، إذ كان هناك تجويف داخل الشجرة فاستقر به.
وذات يوم، خرج الغرابين للبحث عن الطعام في الغابة، تاركين ورائهم بيضهما في عشهم على تلك الشجرة، وفي أثناء غيابهم، شعر الثعبان بالجوع، فتسلل على الشجرة، فوجد البيض وقام بأكلهن، وعندما عاد الغرابين إلى الشجرة، تفقدوا بيضهم، وإذ تفاجئوا أنه لا يوجد بيض في العش، فحزنا حزناً شديداً، حتى عرفوا أن الثعبان هو من قام بأكل البيض من العش، لأنه لا يوجد أحد يسكن بالقرب منهم غيره.
وكان هناك بومة حكيمة تسكن بالقرب منهم، فقاما بالذهاب إليها، لكي تجد لهم حلاً في مشكلة الثعبان، وكيفية التخلص منه، فطلبت منهم البومة عدم القلق بهذا الشأن؛ لأنها سوف تضع خطةً حكيمة لهذا الثعبان، كما أنها طلبت من الغرابين تنفيذ خطتها بدقةٍ شديدةٍ، وفعلاً ذهبا الغرابين على الفور لتنفيذ خطة البومة.
حيث طارا إلى قصر الملك الذي كان على مسافةٍ لا بأس بها بالقرب منهم، إذ كان يوجد في القصر بركة ملكية، كانت تقوم النساء من الأميرات والملكات بالذهاب إليها للاستحمام بها، إذ أنهن يقومن عند الاستحمام بوضع مجوهراتهن وقلائدهن في زاويةٍ ظاهرة للأخرين.
فقام الغراب بأخذ قلادةٍ نفيسة من مجوهراتهن، وسرعان ما طار بها إلى الشجرة التي كان يسكن فيها ووضعها في التجويف الذي كان يسكن فيه الثعبان، ومن هنا بدأ الحراس بملاحقته، إذ وصلوا إلى تلك الشجرة، فقام أحد الحراس بمد يدهِ إلى التجويف، حتى يطول القلادة، وإذ بالثعبان يصدرُ صوت فحيحهِ ويمد بلسانه، حتى يقرص أحد منهم، حيث إرتعبوا الحراس منهُ، وبدأوا بالخوف وأرادوا التخلص منه، فقاموا بقتلهِ بأحد الأسلحة التي معهم.
ففرح الغراب وزوجتهِ لتخلصهم من هذا الثعبان الشرير، باتباعهم للخطة الماكرة، التي وضعتها لهم البومة الحكيمة، ومن هنا فقد عادا الغرابان للعيش بسعادة كما كانوا في السابق.
العبرة من المثل:
لم يكن الثعبان هو من قام بسرقة القلادة ولا هو من قام بأخذها، ولكن ما حصل له، ما كان هو إلا جزاء لما يقوم بهِ، من تسببَ بالأذى والشر للأخرين، وهنا تكون الغاية تبرر الوسيلة.