الشعر هو طريقة لكي نعبر عما نفكر فيه أو عما نحسه من مشاعر، ولقد وظف الشعراء شعرهم في وصف مشاعرهم وخاصة فيما يخص محبوباتهم والغزل بهن.
الغزل في شعر عنترة بن شداد
يوجد نوعان من الغزل في الشعر الجاهلي وهما إما “الغزل العذري أو الغزل الفاحش”، وقد كان العرب يهتمون في القديم شعر الغزل مثل اهتمامهم بالموضوعات الأخرى، كما كان الغزل العذري عند أغلب الشعراء الجاهليين هو مقياس للشرف والعفاف.
نماذج شعرية من شعر الغزل عند عنترة بن شداد
1- شعر الغزل لعبلة يصف مقدار حبه لها قائلاً:
“يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى
وأنا المعنى فيكِ من دون الورى
يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي
لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى
وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به
عبسٌ وسيفُ أبيهِ أفنى حميرا
يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ
أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا
يا ساشُ لولا أنْ سلطانَ الهوى
ماضي العزيمة ِ ما تملكَ عنترا”
2- ويقول أيضاً في شعر و”لقد ذكرتك والرماح نواهل”:
“فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبي
فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِي
قَالتْ: رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمي
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ
لعَمْرًا غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي
والكُفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المنْعِمِ”
لقد كان عنترة يعشق ابنة عمه عبلة، وكانت عبلة شديدة الجمال في قبيلتها، ومن شدة حبه لها كان يذكرها في أشعاره.
ومن أبرز قصائده في توضيح حبه وغزله لعبلة قائلاً:
“أَشاقَكَ مِن عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ
فَقَلبُكَ مِنهُ لاعِجٌ يَتَوَهَّجُ
فَقَدتَ الَّتي بانَت فَبِتُّ مُعَذَّباً
وَتِلكَ اِحتَواها عَنكَ لِلبَينِ هَودَجُ
كَأَنَّ فُؤادي يَومَ قُمتُ مُوَدِّعاً
عُبَيلَةَ مِنّي هارِبٌ يَتَمَعَّجُ
خَليلَيَّ ما أَنساكُما بَل فِداكُما
أَبي وَأَبوها أَينَ أَينَ المُعَرَّجُ
أَلِمّا بِماءِ الدُحرُضَينِ فَكَلَّما
دِيارَ الَّتي في حُبِّها بِتُّ أَلهَجُ
دِيارٌ لِذاتِ الخِدرِ عَبلَةَ أَصبَحَت
بِها الأَربَعُ الهوجُ العَواصِفُ تُرهِجُ”