الغشاشون لا ينعمون بالازدهار - Cheaters never prosper

اقرأ في هذا المقال


إن الخبرة والتاريخ هم من يقدمان لنا الدروس والمواعظ في الحياة، وقد صدر عنهما أن أي إنسان يقوم بالمحاولة في الطمع بما يملكه الآخرين، لا يحصل أبداً على الحياة السعيدة، ويعاني دوماً من نتائج أفعاله، فمن يتآمر من أجل غش الآخرين لا يدخل إليهم الازدهار في حياتهم ولا من أي ناحية، ودائماً ما تنتهي حياتهم بالعقاب.

مضمون مثل “الغشاشون لا ينعمون بالازدهار”:

لا ينحصر المثل في الإشارة إلى الأشياء التي تتعلق في المال فقط، ولكن قد يكون الغش يرمز إلى خرق الإتفاقيات وعد التقيد بالعقود، فيدل على الوعود المكسورة، وهذا ما أشار إليه المثل الإنجليزي القائل (Cheaters never prosper).

قصة مثل “الغشاشون لا ينعمون بالازدهار”: 

كان هناك قديماً صديقين فقيرين، يسكنان في إحدى القرى الصغيرة، وفي أحد الأيام أرادا أن يقومان بتجريب حظهم، فذهبا إلى المدينة؛ من أجل البحث عن وظيفة، ومن حسن حظهم في ذلك الوقت أنهم حصلوا على وظائف حسنة، فكسبوا الكثير من المال وقتها، وبعد ذلك ٌرروا أن يعودوا إلى قريتهم.

كان أحد الصديقين رجل شرير، حيث طمع بصديقه وأراد سرقته بطريقة ذكية، وحينما اقتربوا من القرية، قال لصديقه: لا يوجد هناك أمان في حمل كل تلك النقود معنا إلى القرية، فبالتأكيد سوف تتم سرقتنا، فما رأيك أن نقوم باخفائها في مكان ما هنا ونأخذها فيما بعد، ولأن الصديق الآخر لم يخطر بباله أبداً ما سوف يفعله صديقه به، وافق على تخبئة الأموال تحت أحد الأشجار.

عندما وصلوا إلى القرية، رجع الصديق الغشاش مسرعاً بعد حلول الليل إلى تلك الشجرة، حيث قام بسرقة الأموال جميعها، وفي اليوم التالي جاء الصديق الغشاش إلى الصديق الأول وطلب منه أن يقومان بالذهاب إلى تلك الشجرة وإحضار الأموال من تلل الحفرة، وعندما قاموا بحفر الحفرة لم يعثروا على أي شيء.

شك الصديق بصديقه الغشاش، فذهب واشتكاه إلى القاضي، فاستدعاه القاضي وقام باستجوابه، لكنه أنكر جميع ما قيل له، وقال للقاضي: من أجل أن تتأكد من كلامي إسأل الشجرة، فلربما تتحدث وتخبرك من أخذ الأموال؟، تفاجأ القاضي من رده، ولكنه وافق في نهاية الأمر، وفي تلك الأثنا كان الغشاش قد رتب مع أحد أصدقائه بأن يجلس داخل جوف الشجرة، ويقوم بالإجابة على أسئلة القاضي، ويوضح من خلال رده أن الغشاش هو شخص بريء.

وعنما ذهب القاضي إلى الشجرة وبدأ بسؤالها، فتفاجأ من أن الشجرة ترد عليه، فأدرك خلالها أن الغشاش يمكر أمراً مع أحد الأشخاص، فطلب من الحراس ان يقوموا بإشعال النار بالشجرة، وبينما الشجرة مشتعلة، خرج صاحب الغشاش واعترف بكل شيء، وفي النهاية الصديق على أمواله جميعها، أم الغشاش فقد ارتدت حيلة علية بالأذى.


شارك المقالة: