الغيرة من خلال الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


الغيرة هي عنوان الحب، فعند العشق يرى الشخص أن محبوبه ملكه وحده، فيغار عليه من كل شيء، وهذا كان واضح في الشعر الجاهلي في موضوع الغيرة بعدة أشكالها.

الغيرة من خلال الشعر الجاهلي

هناك قصائد كثيرة تم نظمها عن غيرة الرجل والمرأة، فبعض الشعراء كانوا يحبون هذه الغيرة فهي تقوم بإرضاء غرورهم وتشعرهم بالسعادة، والبعض منهم اشتكى من هذه الغيرة واعتبر أنها إذا زادت عن حدودها من جانب الطرفين فإنها تقتل الحب.

 ومن مظاهر النخوة والغيرة عند العرب، أنَّهم يشبهون النساء الحرائر بالبيض، وقال امرؤ القيس:

“وبَــيْـضَـةِ خِــدْرٍ لاَ يُــرَامُ خِــبَـاؤُهَــا
تَـمَـتَّـعْـتُ مِـنْ لَـهْـوٍ بِـهَـا غَـيْرَ مُعْجَلِ
تَـجَـاوَزْتُ أحْـرَاسـاً إِلَـيْـهَـا وَمَـعْشَراً
عَـلَّـي حِـرَاصـاً لَـوْ يُـسِـرُّوْنَ مَـقْـتَـلِي
إِذَا مَـا الـثُّـرَيَّـا فِـي السَّـمَاءِ تَعَرَّضَتْ
تَـعَـرُّضَ أَثْـنَـاءَ الـوِشَـاحِ الـمُـفَــصَّـلِ
فَـجِـئْـتُ وَقَـدْ نَـضَّـتْ لِـنَـوْمٍ ثِـيَـابَـهَــا
لَـدَى الـسِّـتْـرِ إلاَّ لِـبْـسَـةَ الــمُـتَـفَـضِّلِ
فَـقَـالـتْ: يَـمِـيْـنَ اللهِ، مَـا لَـكَ حِـيْـلَةٌ،
وَمَـا إِنْ أَرَى عَـنْـكَ الـغَـوَايَـةَ تَـنْـجَلِي”

وكان للغيرة عند الجاهليين أشكال عديدة ومنها: حبهم للنسوة العفيفات بشكل عام، وعفة نسائهم بشكل خاص، ومنها حبهم للحياء وسترهن والوقار الذي يعتريهن.

وقد قام الشعراء بالإشادة بعفة النساء وبما يتمتعن به من الوفاء، وفي ذلك قال علقمة بن عبده:

“منعمةً ما يستطاعُ كلامها

على بابها من أن تزار رقيب

إذا غاب فيها البعل لم تفشِ

سره وترضى إياب البعل حين يئوبُ”

 ويقول الأفواه الأودي في ذلك أيضاً:

“نقاتلُ أقوماً فنسبي نساءهم ولم

ير ذو عزٍّ لنسوتنا حجلا”

ويقول عنترة بن شداد:

“وأغض طرفي ما بدت لي جارتي

حتى يواري جارتي مأواها”

ولقد كان الشعراء يتفاخرون بغض البصر عن الجارات، وهذا مثال عن العفة والغيرة على الشرف لديهم، ولقد كان التكشف يجرح أبصارهم، فكانوا يترفعون عن كل ذلك، ومن ذلك قول عروة ابن الورد:

“وَلا يُستَضامُ الدَهرَ جاري وَلا أُرى

كَمَن باتَ تَسري لِلصَديقِ عَقارِبُه

وَإِن جارَتي أَلوَت رِياحٌ بِبَيتِها

تَغافَلتُ حَتّى يَستُرَ البَيتَ جانِبُه”.


شارك المقالة: