يُعد الفخر من أهم أغراض الأدب القديم وعُرفوا بحبهم للتباهي بذاتهم أو بقبيلتهم وتميز الفخر بأنه يعتمد على الخيال والمبالغة واستعمال المفردات المناسبة له.
أنواع الفخر في الشعر الجاهلي
1- الفخر بالنفس حيث تباهى الشعراء بذاتهم وسمحت لهم الأسواق واعطتهم الفرصة حتى يلقوا ما في جعبتهم من مقطوعاتٍ يتباهون به ويذكرون أمجادهم وبطولاتهم، ومن هذه المقطوعات ما نظمه عنترة بن شداد:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كما رق ثغرك المبتسم
2- الفخر بالقبيلة وهنا يعمد الأديب إلى التباهي بقومه وتعداد فضائلهم وعاداتهم وأخلاقهم وشجاعتهم في الحرب ومثال على هذا ما نظمه:
رويدا بني شيبان بعض وعيدكم
تلاقوا غدا خيلي على سفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى
إذا الخيل جالت في القنا المتداني
خصائص شعر الفخر في العصر الجاهلي
1- لم يتفرد الفخر بمقطوعة مستقلة إنما تواجد مرافقًا لمواضيع أخرى وكان ركنًا من أركان المقطوعة وهذا الأمر لم ينقص من شأنه إنما شد أو اصره وأثبت الأديب أنه قادر من التنقل من الفخر إلى مواضيع أخرى.
2– المبالغة والغلو في الفخر وإطلاق العنان للخيال الذي ينتج عنه صورًا خيالية يتباهى بها الأديب ومثال على هذه الخاصية ما نظمه عمرو بن كلثوم متباهيًا بقوم:
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
3- ارتباط الفخر بالمدح حيث يذكر الأديب سمات ومآثر الممدوح ويتباهى فيها من خلال مقطوعات الفخر.
4- تناولت مقطوعات الفخر الكثير من الأحداث والوقائع المهمة في ذلك الوقت حيث تناولها رواد الأدب وتباهوا بها في قصائدهم.
5- يعج بالصور الحركية والألوان خصوصًا في وصف أفعالهم في الحرب والتباهي بها ومثال على هذا ما نظمه عمرو بن كلثوم:
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
