قال الله تعالى في كتابه الكريم (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)، فالقصص ذكرت في القران الكريم، ومن المعروف والبديهي بأن القصة هي القصة القصيرة، وكانت القصة قديماً تعنى بالقصص والروايات أيضاً، لكن القصة تحديداً هي قصة قصيرة يمكن أن تجدها في كتاب، أو في مجلة، أو في غلاف.
ما هي القصة؟
القصة هي لغة التخاطب التي تتناسب مع الروح الإنسانية، فيوجد لكل شيء في هذه الحياة قصة، فبداية الخلق قصة، بعث الروح قصة، الموت قصة، حتى في سريان النهر هنالك قصة، والقصة أيضاً لديها قصة، فالمصحف الكريم مليء بسرد القصص مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام، ففي قوله تعالى (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)، فالقصد بها قصة سيدنا يوسف التي تتلخص في العديد من القصص، حيث أن القران نزل عن طريق جبريل عليه السلام إلى سيدنا محمد، الله تعالى القصص أسلوب لتوصيل الأحكام وحال الأنبياء ولم يرسلها الله عن طريق الروايات او الشعر أو الخطابة مثلاً، ويقال بأن الحيوان لا يستطيع رواية القصة، فهي تنبع عن ذاكرة تخزن الأحداث، حيث أن الإنسان بإمكانه سرد القصة حتى إن كانت هذه القصة من وحي خياله، وبعد ذلك تتناقلها الأجيال والأحفاد على أنها حقيقة، والقص أيضاً من القصة، فهو يعني تتبع الأثر، وهي غريزة إنسانية في حب اتباع الأثر.
تعريف القصة الفنية:
القصة هي فن أدبي، وقد تنوعت أشكال القصة وأساليبها، وممّا لاشك فيه بأن القران الكريم يعتبر مرجع مهم وأساسي في نقل القصص، وحقق درجة عالية من الفن، القصة الفنية هي القصة القصيرة، وهي من أحدث الفنون التي تتناول حدثا قد حدث أو سوف يحدث، ويعتبر أول من كتب في هذا المجال هم المصريون القدماء قبل أربعة آلاف عام، والذي أبدعوا فيه إبداعاً كبيراً بعد اكتشافه، ومن الأمثلة على القصص الفنية الحديثة: مقامات الهمذاني، رسالة أبو علاء المعري، رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، ورسالة حي بن يقظان وغيرهم، ومثل ما عرف حديثاً بقصص ألف ليلة وليلة التي تحتوي على مجموعة من القصص القصيرة المتتابعة، وهي تمثل ذروة الفن القصصي.
