القصة الثرية في الأدب العربي وخصائصها

اقرأ في هذا المقال


تعريف القصة:

تُعدّ القصة فرعاً من فروع الأدب العربي، التي تكتب على شكل نثر أو شعر، كما يُعبّر عنها بإسلوب السرد، أو الحكاية، حيث يُمكن أنْ تحتوي على أحداث وهمية، أو حقيقية تحمل هدفاً، أو مصلحة معينة. وتكون غايتها الترفيه عن القارئ، أو السامع، أو تقديم الإرشاد، النصح والموعضة.

عناصر القصة:

الحدث:

يُعرّف الحدث على الفعل الذي تدور حوله القصة. ويتكوّن من مجموعة من الوقائع الجزئية المنظمة والمترابطة، لذلك يُعدّ الحد من أهم عناصر القصة؛ ذلك لأنَّه فيه تتطوّر القصة، تنمو المواقف وتتحرّك الشخصيات، فالشكل التقليدي للقصة هو رواة الحدث الذي يعتمد على الحبكة التي تُعتبر العمود الفقري للقصة. ويوجد العديد من الصفات للحدث الجيّد، منها:

  • أنْ يكون الحدث مؤثراً ويعطي انطباع القصة بشكل كامل.
  • أنْ يجذب انتباه القارئ، ويثري عنصر التشويق.
  • أنْ يكون متصلاً، ويتكوّن من أجزاء متماسكة؛ حتى تكوِّن لوحة قصصية متكاملة.
  • أنْ تحتوي القصة على بداية ووسط وخاتمة مناسبة لموضوعها.

الحبكة:

تُعرَّف الحبكة على أنَّها الشد والتوثيق والإحكام، كما أنَّها تُعرّف وصف كيفية جريان الأحداث والأعمال وترابطها، لتؤدي إلى الخاتمة، كما ترتكز الحبكة على تصادم الأهواء والمشاعر، أو على الاحداث الجاريّة، كما أنْ الحبكة لا تعتمد على أحداث متتالية زمنياً فقط، إنَّما في سرد الأحدث المترابطة بوجود علاقة سببية بين الأحداث. وأبرزعناصر الحبكة الرئيسية، هي:

  • البداية: وهي نقطة بدء القصة، بحيث تكون نقصة شيقة تجذب انتباه القارئ، مهمتها الأساسية التعريف بالشخصيات، التحضير للأحداث القادمة والتعريف بالحالة الأساسية للقصة.
  • العقدة: وهي أيضاً نقطة الذروة وتأزم الأحداث. وتمتاز هذه المرحلة بتشابك الأحداث وتتابعها.
  • النهاية: وهي لحظة التنوير ومرحلة كشف نهائياً عن أدوار الشخصيات. ويفضّل أن لا تكون نهائية القصة مفاجئة. وأن يكون هنالك ربط مع أحداث القصة ككل، كما يجب أن تكون نهاية القصة مقنعة، حيث من الممكن أنْ تكون النهاية مفتوحة أو مغلقة.

الشخصيات:

تُعدّ الشخصيات من أهمّ مكونات العمل القصصي، حيث تُعتبر العنصر الذي يتميّز فيه الأعمال السردية، كما يُمكن تعريف الشخصيات على أنَّها “مجموعة من الصفات الاجتماعيّة، الخلقية، المزاجية، العقلية والجسمية، التي يتميّز بها الشخص، كما وتبدو ظاهرة في علاقته مع باقي الشخصيات الأخرى في القصة”.ويوجد العديد من أصناف الشخصيات في القصة النثرية، هي:

  • الشخصيات الرئيسية: هي الشخصية المركزيّة والمؤثرة كذلك في القصة، حيث تكون محور أفكار وموضوعات القصة. وعادة ما تُسمّى هذه الشخصية ببطل القصة، حيث تتملك الشخصية الرئيسية على اهتمام القارئ. وقد تحمل دوراً إيجابياً أو سلبياً أو قد تكون مذبذبة وأمّا أنْ تكون محّببة أو منبوذة من قبل القارئ.
  • الشخصيات الثانوية: وهي التي تساعد في تطوّر أحداث القصة. وتُعدّ أقل قيمة من الشخصية الرئيسية، حيث تقوم بعدة وظائف منها مساعدة البطل في إظهار شخصيته، اتخاذ القرارات وتساعد القارى في معرفة تفاصيل القصة.

الإعداد:

وهو من العناصر الرئيسة للقصة، حيث تساعد على فهم مُجريات القصة بشكل أفضل. ويمكن معرفة الإعداد من خلال عدَّة أمور، هي:

  • الوقت: يتم تحديد وقت القصة سواء في الحاضر، أو الماضي، أو المستقبل، ، أو تحديد سِمة وتاريخ معين للقصة.
  • المكان: وهو موقع أحداث القصة سواء كان في قصر، أو قرية، أو مدينة، أو ريف، أو إحداى الضواحي أو غيرها.
  • الثقافة: وهي دراسة الشخصيات، من حيث الكلام واللبس، العادات، التقاليد، السلوكيات وغيرها.
  • جو القصة: حيث يتضمّن هذا العامل تحديد الجو العام السائد في القصة منذ البداية إلى النهاية، كأن يكون الجو مأساوياً، أو فكاهياً، أو يوجد فيه نوع من الإثارة والتشويق.
  • الظروف الجويّة: تتضمن حالة الطقس أن كان ماطراً، أو مشمساً، أو عاصفا، أو غيرها من الظروف الجويّة.

الصراع:


يَصِف الصراع ردود أفعال الشخصيات وكيفية تعاملها مع الحبكة. وهي السبب تصاعد أحداث الحبكة، حيث تُضيف نوعاً من الإثارة والتشويق للقصة، بحيث تجعل القارئ يبدأ بالتفكير بردود أفعال الشخصيات. ويوجد العديد من أنواع الصراع، هي:

  • الصراع الداخلي: هي الصراعات التي تحدث داخل نفسية الشخص، كالتغلب على الآلآم، مقاومة رغبات معينة واتخاذ بعض القرارات وغيرها.
  • الصراع الخارجي: هو تفاعل الشخصيات مع بعضها والصراعات الخارجية التي تحدث بينهم.

الموضوع:

وهو العنصر الذي يوضّح الرسالة الرئيسة للقصة والفكرة الشاملة، بحيث تكون الفكرة نقطة تقاطع بين الشخصيات، الحبكة، الأعداد والعناصر الأخرى للقصة. وعادة ما تكون مخيفة لا تظهر بشكل واضح في القصة، إنَّما يُمكن الاستدلال عليها من خلال أحداث القصة.


شارك المقالة: