” أحببني كما أنا و لا تحاول اعتقال نظرتي أو روحي”
غادة السمان
أنتِ المذنبة. أمثالك هم المذنبون. أنتم الّذين لم تفعلوا شيئاً، مذنبون لأنّكم لم تفعلوا شيئاً.. لم تقولوا شيئاً.. سرقوا حنجرتكم وتكلّموا باسمكم وأنتم تستنكرون بصمت..
أحببني كما أنا و لا تحاول اعتقال نظرتي أو روحي
و اقبلني كما أنا كما يتقبّل البحر الأنهار كلّها الّتي تصبّ فيه … و تركض إليه أبداً.
رغم الشلّالات و السُّدود و البحيرات و تعرف كيف تجد طريقها
إلى قبوله الّلامتناهي.
أحلم بمسؤول عربي يختلط بالناس متنكّراً على طريقة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وينصت لهمومهم الحقيقية من الداخل في الوطن والغربة معاً…
الفقراء يجسدون الكرامة الإنسانية حينما يصرخون بـ لا، لأنّ صرخة كهذه تكلّفهم غالباً رغيف عشائهم.
يدخل العربي قصر الحمراء في غرناطة مثل لقيط يعود إلى بيت جدّه، عزيز قوم ذل طويلاً، ويتيم على موائد لئام الأمم منذ عصور.
وإذا لم تكنْ مليونيراً وكنتَ سياسيّاً مسموع الكلمة فسوف تطالب بالسّياحة الإجبارية للشبيبة العربية إلى الأندلس على نفقة الدولة محواً للأمية الرّوحية والفكرية التي تكاد تفتك بمعظم المتعلمين.
وإذا كان الفن المبدع يخترع أشخاصاً وهميين فيجعلهم حقيقيين أمثال كيشوت وأزميرالدا ومدام بوفاري وآنا كارنينا، فالإعلام الصهيوني المضلّل يفعل العكس، إذْ يحاول إلغاء تاريخ عربي حقيقي في الأندلس ويغتال أبطاله من جذورهم بحيث يبدون وهميين –مثل طارق بن زياد- الذي لم يفتح إسبانيا لأنّ اليهود هم الذين فعلوا ذلك…