الأمثال من أصبغ الأقوال التي تستخدم منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا، لما لديها من إعجاز في القدرة على ترجمة واقع أو حادثة بكلمات بليغة، مجازة وقصيرة ذات دلائل عظيمة تستطيع أن تترجم الواقعة بحذافيرها.
مضمون مثل “القلم أقوى من السيف”:
أشير إلى القلم في هذا المثل لما لديه من قدرة عظيمة خفية قادرة على الصعود بالشعوب إلى أعلى القمم، وقدرته على إخفاض شعوب إلى الهاوية.
فضربة السيف تكون في وقت معين، وتكون نتائجها سيل الدم وهذا أعظم ما قد تتوصل إليه، ولكن نتائج القلم هو في كل وقت وحين، إذ تكون نتائجه متعددة، فهي سرعان ما تؤثر على مجموعة كبيرة من العقول في وقتٍ واحد، وربما يمتد هذا التاثير للعديد من العصور، وكما يؤدي إلى هدم شعوب.
فالعديد من الثورات والانقلابات والاضطرابات التي حصلت قديماً، كانت نتيجة لكتابات قوية من قبل أشخاص بارزين وظاهرين في تلك الفترة، حيث كان لهم تأثير على عقول بعض البشر، مما جلعهم يقودونهم للقيام بأعمال أدت إلى تدهور أوضاع وأحوال شعوبهم لفترة طويلة من الزمن، مما انعكس ذلك على تدمير وتأخير نهوض شعوبهم لفترة طويلة من الزمن.
وبالرغم من حدة وقوة السيف والسلاح، إلا أن نتائجه يمكن علاجها وترميمها، أما الكلمة فمن الممكن أن تُدلع حروبا وتقيم الثورات وتهدم بيوتا وتوسخ سمعة شخص ما، بحيث يستمر ذلك على مدى العصور والأزمان، كما أن للكلمة أثر كبير في الاستيطان في عقول البشر، بحيث يترجم هذا الاستيطان إلى واقع مرير، يؤدي إلى إلحاق الأذى بالشعوب مما يجعله أيدولوجية متأصلة مطبقة على الشعب.
قصة مثل “القلم أقوى من السيف”:
أول من قال هذا المثل ” إدوارد بولو رأيتون ” في سنة 1839م، حيث لم يشير في كلمة ” sword ” إلى السلاح بالمعنى الحرفي المتداول في يد الأشخاص، لكنه أشار بها إلى استخدام القوة وأنواع العنف، إذ أنه وفي عصرنا الحديث أصبحت الكلمة تستخدم ضمن أساليب الحرب، فلدى بعض الأشخاص هي سلاحهم ضد الدكتاتورية أو النظام الفاسد، ومن هذا المبدأ يطلق على الصحافة اسم ” الوكالة الديمقراطية “.
فعندما كانت تناظل وتطالب وتنادي شعوب الهند على سبيل المثال بالحرية ضد البريطانيين، كانوا يستخدمون نظام الكتابات كسلاح يحاربون فيه ضد ظلم البريطانيين، إذ كانوا مناظلي الاحتلال يطلقون كتاباتهم من داخل أسوار السجن، فحاكم قوي مثل غاندي كان قادر على أن ينهض ويعلي صوت كلمة الهند، يقاوم العنف وينهض بالظلم من خلال الكتابات العظيمة.
فقد أشعلت كل هذه الكتابات والمحاولات فتيل الثورة لدى المناضلين، مما جعلهم ينتصرون على ظلم الحكومات، ومن هنا جاءت حكمة أن الكلمة تحقق المعجزات.