اقرأ في هذا المقال
ما هو أصل الكتابة العربية؟
من المعروف والمتّفق عليه بأن أصل الخط العربي كان في منطقة شبه الجزيرة العربية، حيث كانت اللغة العربية هي اللغة السامية حينها، وبعد ذلك انقسم الساميين في مختلف الأنحاء وقسّم العلماء لغة الساميين إلى لغتين هما: اللغة العربية البائدة واللغة العربية الباقية؛ فاللغة البائدة لم يبق منها إلا بعض الرسوم والرموز التعبيرية التي تدلّ على أن أصحابها كانوا من متحدثين اللغة العربية، أما اللغة الباقية هي التي يتحدث بها العرب في العصر الحالي، والآراء حول أصل الخط العربي مختلفة فمنهم من قال أن أصله من العراق ومنهم من قال من مصر ومنهم من قال هي لغة توقيفية من الله، لكن بعد الإجماع اتفقوا على أن أصله جاء من الأنباط وهم قبائل عربية سكنوا في مختلف أنحاء من بلاد الشام مثل فلسطين وجنوب بلاد الشام والأردن، ومن النقوش التي كشفت عن العلاقة بين الخط العربي والنبطي هي: نقش النمارة، نقش حران ونقش أم الجمال.
تطور الكتابة العربية في ظل الجاهلية:
اختلف العلماء على أميّة أهل الجاهلية أو معرفتهم بالقراءة و الكتابة؛ وذلك يعود إلى وصفهم بالعرب الجاهلية بالقرآن الكريم، لكن منهم من قال أن وصف الجاهلية المقصود به الأمية والجهل بالدين الإسلامي وليس بالكتابة والقراءة؛ لأنه في عصر الجاهلية كانوا يتبادلون الرسائل، وحتى الشعراء كانوا يكتبون الشعر ويدوّنوه وأيضاً كانوا يدوّنوا التاريخ والقصص، حتى أن العرب في الجاهلية كانوا يتعلمون القراءة والكتابة وكان لهم معلمين، ومن الأمثلة على ذلك (عدي بن زيد العبادي) حيث أنه تعلَّم الخط العربي والفارسي.
تطور الكتابة العربية في ظلّ الإسلام:
إن أول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي (إقرأ باسم ربك الذي خلق)؛ وهذا يدل على أن الكتابة والقراءة كانت من أهم الوسائل للدعوة إلى الإسلام وحفظ الوحي، فأول من أظهر أهميتها ورفع من شأنها القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضاً نزلت آيات قرآنية حثَّت على التدوين، مثل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه)، وكانت الحاجة إلى الكتابة في عصر الإسلام ملّّحة من أجل الدعوة للتوحيد حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشترط ليطلق سراح الأسرى أن يقوموا بتعليم عشرة من الصبيان الكتابة؛ وذلك لأهميتها.
وبعد اختلاط العرب بالأعاجم كان العرب يخافون على لغتهم العربية، فقاموا بإعادة ضبط الكلمات والأحرف وأول من قام بهذا العمل أبو الأسود الدؤلي بأمر من أمير العراق، فقام بضبط الأحرف ووضع النقاط وأيضاً استخدم النصب والجر والرفع من أجل التمييز بين الاسم والفعل، وهذا كان الإصلاح الأول أما الإصلاح الثاني قام به عبد الملك بن مروان والإصلاح الثالث قام به الفراهيدي في العصر العباسي وغيرها من الإصلاحات.