ما معنى صنعة الكتابة وأسباب الاعتراض عليها؟

اقرأ في هذا المقال


ما معنى صنعة الكتابة؟

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتطور التكنولوجيا أصبحت المصادر للكتابة متوفرة بسهولة وبكثرة، وأصبح الكثير يتخذ من الكتابة صنعة، وكلمة صنعة تعني عمل الشيء مع بذل الجهد والمشقّة والتكلّف به وصنعة الكتابة أي التكلّف بالتأليف، فأي شخص يمتلك صنعة تعني أنّه يبذل في سبيلها التعب والمشقّة لإنجازها، لذلك اعترض الكثيرون على هذا المصطلح واعتبروا أنّه لا يليق بكلمة الكتابة، وسنذكر في هذا المقال ما هي أسباب الاعتراض على مصطلح (صنعة الكتابة).

أسباب الاعتراض على مصطلح صنعة الكتابة:

اختلف أغلب الأدباء في اعتماد هذا المصطلح أو عدمه؛ وذلك بسبب أنّ البعض يرى بأن الكتابة عبارة عن خواطر مرتجلة بمعنى أنها تأتي بالوقت الذي يطلب فيها، وأكبر مثال على ذلك الكاتب المعروف الهمذاني، فهو من أسرع الكتّاب تأليفاً لما كان يطلب منه فكانت خواطر الهمذاني تتدفّق كالسيول.

فكان سريع الرد على كل طلب يطلب منه، والبعض كان لا يعارض هذا المصطلح بكون الكتابة تحتاج إلى المشقة بالتأليف أحياناً بالإضافة إلى أن كثرة المصادر وكثرة الطلب والحاجة للكتابة أتاحت لأي شخص بأن يتخذها صنعة له، وأهم أسباب الاعتراض على مصطلح صنعة الكتابة:

  • الكتابة لا يمكن اعتبارها صنعة لأن الصنعة تتطلّب الكثير من الوقت، بينما مهارة الكتابة تحتاج إلى سرعة البديهة والخواطر المتدفقّة التي لا وقت محدّد لها، فطبائع وتقاليد الصنعة تخالف الطبائع والتقاليد الأساسية للكتابة.
  • الصنعة لا تقتضي من الشخص أن يكون ذو خبرة بمجاله؛ فهي تعتمد فقط على معرفة طريقة عمل الشيء، أمّا الكتابة فهي مهارة بحاجة إلى خبرة ولا يستطيع أي شخص الكتابة من غير معرفة بقواعدها وأعرافها و لا يمكنه ادّعاء معرفتها.
  • لا يمكن اعتبار الكتابة صنعة لأن الكتابة تحتاج دائماً إلى التجديد بالأفكار وإلى الابتكار ولا يمكن فيها الانتحال، أمّا الصنعة فلا شرط لأن يمتلك صاحبها القدرة على التجديد والابتكار هو يجب عليه فقط أن يمارسها بشكل صحيح، فتكون كتابته مجرد عمل يقوم به ويسلّمه بالوقت المحدّد له.
  • الكتابة لا يمكن اعتبارها صنعة بسبب أن بعض أنواعها وأغلبها يعتمد بشكل كبير على الكتابات القديمة، فيجب على الكاتب أن يغذّي نفسه بأعراف الكتابة وأن يتشبّع بأسرارها ويطّلع على أعمال من قبله، أمّا باعتبارها صنعة فسيكون جاهل بهذه الأعراف والشروط.

وأخيراً يمكننا القول بأن الكتابة مهارة فقط، إمّا بالفطرة أو بالاكتساب ولا يمكنها أن تكون بيوم من الأيام صنعة الكاتب؛ كما نعرف بأن الكثير من الكتّاب المعروفين تميّزوا بإخلاصهم للكتابة وامتازوا بالشغف والابتكار  بكتابتهم.

ولم يعتبروا الكتابة صنعة بيوم من الأيام أو مجرد عمل إنشائي، فلا يمكن أن تكون الكتابة لأشباه الكتّاب بل للعظماء منهم فقط، الذين يمتلكون الاستعداد الفطري الكامل والذي يجعلهم ينجحون ويفوزون باختبارات التدقيق والتمحيص لأعمالهم العظيمة الخالدة.


شارك المقالة: