أهمية الوقت:
تتخذ أهمية الوقت لدى الأفراد مساحة واسعة، حيث تنشر ظاهرة عدم القدرة على تنظيم الوقت بشكل كبير بين كافة الأطياف المجتمعية، وهذا ما يجعل العديد من الأفراد يهدرون الكثير من الوقت، فالتنظيم في الوقت له دور كبير في كمية الإنجازات التي يقدمها الإنسان، إذ يقوم بتحديد أولوياته وتوزيعها بشكل منتظم على مهامه التي يقوم بها، بحيث يتمكن من الحصول على أوقات من أجل الاسترخاء والراحة.
إذ قال العالم (سينيكا) حول ظاهرة هدر الوقت (نحن جميعاً نشكو من قصر الوقت، ومع ذلك فإنّ لدينا منه أكثر مما نعرف ماذا نفعل به، فنحن دوماً نشكو من أنّ الأيام قليلة، ونتصرف كما لو أنّها بلا نهاية)، حيث أشار من خلال مقولته إلى أنّه يجب على الفرد التفكير بشكل واسع حول الكيفية التي يدير بها وقته وينظمه، بحيث يتمكن من إتمام مهامه ويفسح المجال أمام مهاراته ورغباته التي تلعب دور كبير في تغيير روتين حياته ويكون ذلك حسب الأوقات المتاحة، حيث أن تلك المهارات تنعكس على الفرد بشكل إيجابي.
هناك فئة كبيرة من الناس تعتبر استغلال الوقت يكمن في التواصل في إطار العمل فقط، حيث لا يفتحون مجال أمام الرغبات البشرية وتنمية العلاقات الاجتماعية، وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على منظومة الفكر المجتمعي، إذ يعتبر بعض الأشخاص أن الانخراط بالعمل هو أفضل طريقة لملء الوقت، وأنّ الفراغ هو ما يقود إلى الفساد ويفتح الباب أمام الشر.
مضمون “يجب أن تكون الكتب والأصدقاء قليلة ولكنها جيدة “:
تناول المثل الإنجليزي موضوع أهمية الوقت، وذلك نظراً للأهمية التي تكمن في تنظيم الوقت، حيث هناك فئة كبيرة من الناس يقضون كافة أوقاتهم بالعمل ولا يفتحون مجال أمام العلاقات الاجتماعية والرغبات الشخصية، إذ يصبون مجمل أوقاتهم في نطاق العمل فقط، متناسين في ذلك حاجة الجسم إلى الراحة الجسدية، بالإضافة إلى التنوع في العلاقات الحياتية الشخصية منها والاجتماعية.
قدم المثل الإنجليزي نصيحة إلى كافة الأطياف البشرية، والتي تكمن في ضرورة تخصيص بعض الوقت لإقامة العلاقات الاجتماعية والرغبات البشرية، ولو كانت تتضمن العدد القليل، فهذه الفئة القليلة من العدد قد تتحول وتعود بالكثير من الفائدة على النفس البشرية؛ وذلك لأنّ هناك أُناس بالفعل يتحكم الوقت بهم ولا يجعلهم يحصلون على فرصة منه لإقامة العديد من العلاقات.