الكثير من الضوضاء والقليل من المكسرات - A lot of noise and a few of nuts

اقرأ في هذا المقال


في الحياة البشرية هناك الكثير من الأفراد الذين يتمتعون بالقدرة الكبيرة في الحديث عن أفعالهم، والأعمال التي يقومون به أو تلك التي سوف يقومون بها في المستقبل، مما يجعلهم يثيرون إعجاب من يقوم بسماعهم، حيث أن كلامهم يبدو وكأنه حقيقياً، ولكن في حقيقة الأمر أنه مختلف تماماً، إذ انهم يمتلكون فقط القدرة على الكلام لا على التطبيق، فيكون جميع ما يتحدثون عنه مجرد أقوال دون أفعال.

مضمون مثل “الكثير من الضوضاء والقليل من المكسرات”:

تناول المثل الإسباني الموضوع في المثل المذكور الذي تداوله الشعب الإسباني بلغتهم الخاصة، وهو عن هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بإثارة الضجة من خلال حديثهم، دون أي فائدة تذكر منه، أو أي عمل واقعي يطبق من كلامهم.

استعمل المثل الإسباني كلمة المكسرات التي أشار من خلالها إلى نوع من أنواع الأطعمة التي يقوم الشخص بتناولها من أجل التسلية، وهي مفيدة صحياً ولذية في طعمها، وقد استخدمها المثل من أجل توظيف أسلوب التشبيه في المثل، فشُبهت بالأعمال الجيدة التي من المفترض بها أن تكون مطبقة بشيء منها على الواقع، حيث يقوم الشخص بالحديث عن أعمال جيدة، يحدث من خلاله الكثير من الضوضاء والإزعاج لمن هم حوله، فيتبين أن الأمر يحتوي على الكثير من الإزعاج والضوضاء ولكن دون جدوى وفائدة منه، وشُبهت القليل من المكسرات بأنها القليل من العمل الجاد الذي من الممكن أن يطبق من هذا الكلام الكثير.

فعلى سبيل المثال عندما يقوم لاعب كرة قدم بإحداث ضجة هائلة، وكما يثير العديد من ردود الأفعال مقابل أن يضع هدف، ولكن يذهب ذلك الشيء عبثاً فيمر الوقت دون أن يضع أي هدف في شباك المرمى.

خاطب المثل الأشخاص الذين يعتقدون في أنفسهم أنهم قادرين على القيام بالعديد من الأفعال والأعمال في أمور معينة، فيأخذون بالتفاخر بنفسهم أمام الآخرين ولكن دون أي يقوموا بمجرد عمل واحد من الأعمال التي ذكرونها خلال كلامهم، ولذلك توجب على الشخص أن لا يتكلم كثيراً دون إحداث أي فعل حقيقي، لأن كلامه يصبح مجرد ضوضاء وضجة مزعجة دون أي قيمة، ومن المحتمل أنه سيصفه الآخرون بالخداع والكذب، مما يجعل الآخرين ينفرون منه ويتجنبونه في الحديث، لأن حديثه لم يكن إلا مجرد أنه كثير الضوضاء وقليل المكسرات.


شارك المقالة: