الكلب البني الغامق

اقرأ في هذا المقال


نُشر كلب بني داكن والرسوم التوضيحية المصاحبة له في مجلة كوزموبوليتان، مارس 1901. ربما كُتبت القصة في صيف عام 1893، وهي قصة رمزية عن جيم كرو ساوث أثناء إعادة الإعمار. يمثل الكلب العبيد المتحررين والطبقات المستعبدة في ذلك الوقت، وهذه القصة واردة في مجموعة من قصص الكلاب.

الشخصيات:

  • الطفل.
  • عائلة الطفل.

قصة الكلب البني وصديقه الطفل:

كان هناك طفل يقف على ناصية شارع انحنى بكتفه على سياج مرتفع وبدأ يتأرجح ذهابًا وإيابًا، وبينما كان يركل قدميه بلا مبالاة في الحصى كانت أشعة الشمس قد ضربت تلك الحصى بشدة، ثمّ أثارت رياح الصيف البطيئة الغبار الأصفر حوله أسفل الطريق وتحركت الشاحنات وهي تصدر القعقعة من حوله ولكن الطفل لم ينتبه لكل هذا لأنّه وقف يحدق في حلم.

بعد فترة من الوقت، جاء كلب صغير بني غامق يهرول أسفل الرصيف وكان هناك حبل قصير يجره من رقبته وبين الحين والآخر كان يمشي على نهايته ويتعثر به، توقف الكلب أمام الطفل فتبادل الاثنان النظرات بين بعضهما البعض. تردد الكلب للحظة، لكنه تقدم قليلاً تجاه الطفل، ثمّ مد الطفل يده ونادى عليه وفي طريقة اعتذارية، اقترب الكلب، وبدأ الطفل يربت عليه بطريقة ودية حينها كان الكلب أكثر حماسًا في كل مرة يلمسه الطفل ويبدأ يهتز بسعادة، وفجأة ودون سبب رفع الطفل يده وضرب الكلب بضربة على رأسه.

بدا أن هذا الشيءغريب على الكلب الصغير البني الداكن وأذهله، وكأنّ ألماً أصابه في قلبه وغرق في اليأس عند قدمي الطفل ولكنّ الطفل كرر الضربات للكلب ثمّ أمسكه بطريقة غريبة بأذنيه، كان الكلب حينها يكافح من أجل الوقوف على قدميه، لدرجة أن الطفل كان مستمتعًا للغاية وأعطاه نقرات صغيرة مرارًا وتكرارًا لإبقائه كذلك. لكن الكلب أخذ هذا التوبيخ بأشد الطرق جدية، وأعتقد أنه اعتبر أنه ارتكب جريمة خطيرة لأنه كان يتلوى ندمًا ويظهر توبته بكل الطرق التي كانت في يده.
أخيرًا سئم الطفل من هذه التسلية واتجه نحو المنزل. تاركاً الكلب ملقى على ضهره، ثمّ وقف الكلب مرة أخرى وبينما كان الطفل يتجول بطريقتة روتينية نحو منزله، ويتوقف في بعض الأحيان للتحقيق في أمور مختلفة و خلال إحدى وقفاته اكتشف أنّ الكلب الصغير البني الغامق كان يتبعه، حينها التقط الطفل عصا صغيرة ورماها بعيداً فقام الكلب على الفور بمطاردتها وبعد أن التقطها عاد باتجاه الطفل وجلس أمامه وألقى بالعصى من فمه للطفل، الذي لم يعره أي اهتمام واستأنف رحلته، ولكنّ الكلب انطلق خلفه.
في الطريق إلى منزله، استدار الطفل عدة مرات وضرب الكلب، معلنا بإيماءات طفولية، أنه احتقره باعتباره كلبًا غير مهم، بلا قيمة لكونه من الحيوانات، كان الكلب يصدر أصواتاً وحركات بعيونه وكأنّها اعتذار للطفل وظلّ مستمراً في متابعة الطفل خلسة، عندما وصل الطفل إلى عتبة بابه، كان الكلب يتجول بجدية على بعد أمتار قليلة في المؤخرة ثمّ اتجه نحو الطفل مرة أخرى لدرجة أنه نسي الحبل الذي كان مربوطاً برقبته فتعثر بها وسقط إلى الأمام.

حاول الطفل أن يجر الكلب البني الغامق بصعوبة عندها جلس الطفل على الدرج وتبادل الاثنان النظرات مرة أخرى. خلال ذلك بذل الكلب جهدًا كبيرًا لإرضاء الطفل، لقد أجرى بعض الألعاب أمامه لدرجة أن الطفل رآه فجأة على أنه شيء ثمين ثمّ قام الطفل بحركة خاطفة وسريعة واستولى على الحبل وقام بجر الكلب إلى قاعة وصعد العديد من السلالم الطويلة في مسكن مظلم. حينها بذل الكلب جهودًا في صعود الدرج، لكنه لم يستطع أن يعرج بمهارة عالية لأنه كان صغيرًا جدًا ولينًا، وفي النهاية أسرع الطفل المفعم بالحيوية في الصعود لدرجة أن الكلب أصيب بالذعر حيث كان في ذهنه أنّه يتم جره نحو مجهول قاتم.
ضاعف الطفل جهوده حيث كان لديهم معركة على الدرج، كان الطفل منتصرًا لأنه كان منغمسًا تمامًا في هدفه، ولأن الكلب كان صغيرًا جدًا، أستطاع جره إلى باب منزله، وأخيراً انتصر عند العتبة ثمّ حاول الكلب الوقوف على قدميه وهناك لم يكن أحد بالداخل، جلس الطفل على الأرض وقام بإحضار كلب آخر كان في البيت أمام الكلب الجديد حينها ابتسم الكلب بعاطفة لصديقه الجديد وفي وقت قصير كانوا وكأنّهم رفاق حازمين من قبل.
عندما جائت عائلة الطفل، حدث شجار كبير بينهم وبين الطفل لإحضاره الكلب ثمّ تفحصوا الكلب على الفور، وقاموا بتوبيخه وتوجيه الازدراء إليه من كل العيون، حتى أنه أصبح محرجًا للغاية ولكنّه ذهب بثبات إلى منتصف الغرفة وفي أعلى صوته، دافع عن الكلب وكان يقدم الأسباب لإحضاره ووضع ذراعيه بشكل متشابك حول رقبة الكلب، وفجأة فُتح الباب وجاء والد الأسرة من العمل.
طالب الوالد بمعرفة سبب الصراخ على الطفل بتلك الطريقة، ثمّ بدأت العائلة بالشرح أنّه قام بإحضار كلب متشرد من الشارع للبيت، فطلب الأب عقد مجلس الأسرة وكان مصير الكلب يعتمد على هذا، لكنّ الكلب لم يكترث بأي حال من الأحوال بهذا حيث كان منشغلاً بمضغ نهاية ثوب الطفل. وبعد قليل انتهى الأمر بسرعة ويبدو أن والد العائلة كان في مزاج وحشي بشكل خاص، في ذلك المساء عندما أخبر الطفل أنه إذا سمح للكلب بالبقاء فإنّ ذلك يذهل ويغضب الجميع ثمّ قرر أنه يجب أن يخرج الكلب إلى الغرفة المهجورة في نهاية الحديقة، كان الطفل يبكي بهدوء، وأخذ صديقه إلى مكان بعيد من الغرفة ليحبس نفسه معه.
أصبح الكلب والطفل مرتبطين معًا في جميع الأوقات باستثناء وقت النوم ثمّ أصبح الطفل وصيًا عليه، كان يدافع عنه ضد العائلة التي كانت دائماً ما تركله ويلقون عليه أشياء لضربه، فكان الطفل دائماً ما يعترض بصوت عالي وعنيف. وفي أحد الأيام بينما كان يركض مدافعاً عن كلبه الذي أراد والده ضربه في رأسه بوعاء كبير جدًا تلقى هو الضربة عندما تقدم أمام الكلب لحماية صديقه، بعد ذلك، زاد كره الأسرة للكلب وأصبحت حريصة على إيذائه في جميع الفرص المتاحة.
أصبح الكلب ماهرًا جدًا في تجنب الضربات والأقدام وكان يُظهر قدرة استراتيجية عالية المستوى في المراوغة والتمويه ونادرًا ما كانوا قد يتسببوا له في إصابة خطيرة أو ترك أي بصمة عليه، لكن عندما كان الطفل حاضراً لم تكن تحدث هذه المشاهد حيث أصبح من المعروف أنه إذا تم التحرش بالكلب، فسوف ينفجر الطفل في البكاء وعندما يبدأ لا يمكن إخماده أبداً، لذلك كان لدى الكلب حماية.

بعد ذلك أعتاد الكلب في الليل بعد أن ينام الجميع الصراخ بشكل جامح وفي هذه الأوقات، غالبًا ما يتم مطاردته في جميع أنحاء المطبخ ويتم ضربه بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الصحون حتى اعتاد الطفل نفسه على ضرب الكلب، لكنّ الكلب دائمًا يتقبل هذه الضربات بجو من الاعتراف بالذنب، لقد كان يتحمل كل هذا الضرب كثيرًا لدرجة أنه لم يحاول أن يبدو حزيناً أو يخطط للانتقام، حيث تلقى الضربات بتواضع عميق، كما أنه يسامح صديقه في اللحظة التي ينتهى فيها الطفل من ضربه، وكان مستعدًا لمداعبة يد الطفل بلسانه الأحمر الصغير.
وعندما كان يغضب الطفل، ويعنّف من الأسرة، كان يزحف في كثير من الأحيان تحت الطاولة ويضع رأسه الصغير على ظهر الكلب حيث كان الكلب متعاطفًا على الإطلاق ولا يبدو أنّه ينتهز الفرصة لتذكيرالطفل بالضرب الظالم الذي يتعرض له منه عندما يستفزه، لم يحقق الكلب أي درجة ملحوظة من العلاقة مع أفراد الأسرة الآخرين حيث لم يكن يثق بهم، ولم يكن يثق بأي أحد سوى الطفل الذي تزداد العلاقة بينهم كل يوم لدرجة أنّ الكلب أصبح يرافقه مثل ظله في كل مكان يذهب أليه دون كلل أو ملل.

وفي أحد الأيام دخل الطفل البيت وتبعه كلبه كالعادة فوجد والده قد دخل في شجار عنيف مع زوجته، اختبأ الطفل تحت الطاولة لتجنب عنف والده الذي كان يلقي بكل شيء حوله على الأرض، ولكنّ الكلب وقف في منتصف الغرفة محاولاً تهدئة الأب الغاضب بالهرولة والقفز محاولة خلق جو من المرح لكنّ الأب الذي لم يستوعب ذلك فقام بسكب أبريق الشاي الساخن فوق الكلب مما جعل الطفل يخرج مسرعاً لحمله ومحاولة إنقاذه لكنّ الأب قام بتخليصه من بين يديه وركله بقدمه وألقاه من النافذة، صرخ الطفل بجنون وفتح الباب بسرعة للحاق بكلبه وعندما وصله كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبذلك قتل الرجل عالم الطفل الذي صنعه لنفسه مع الكلب.


شارك المقالة: