اللغة والأسلوب اللغوي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن اللغة والأسلوب اللغوي:

يجب أن تكون اللغة الأكاديمية واضحة وموضوعية ولا لبس فيها، ولكن تعني هنا كلمة موضوعي كشف أسس الأسباب والأدلة والأساليب اللغوية، وليس تجنب اتخاذ مواقف لغوية معينة. غالبًا ما يميل الكتاب عديمي الخبرة إلى تجميل لغتهم باستخدام التعبيرات المعقدة والمصطلحات الفنية، ولكن كقاعدة عامة يجب أن يتم اختار لغة عادية من قبل هؤلاء الكتاب طالما أنها لغة مناسبة.

غالبًا ما يكتب العلماء الذين حققوا الوضع الكلاسيكي واللغوي المطلوب بأسلوب بسيط ومباشر، ولهذا السبب بالتحديد، بغض النظر عن الأعراف الأدبية المتغيرة، يتم قراءة هذه الكتابات على نطاق واسع وعلى مر السنين. فتتطلب العديد من الدراسات الأكاديمية وبشكل أساسي القراءة، ولهذا يجب أن تكون اللغة واضحة ومباشرة.

دراسة اللهجات والأسلوب اللغوي:

تزداد دراسة اللهجات تعقيدًا بسبب حقيقة أن المتحدثين يمكنهم تبني أنماط مختلفة من التحدث، كما يمكنك التحدث بشكل رسمي أو غير رسمي وفقًا للظروف المحيطة بك ووفقًا لاختياراتك اللغوية. فتتطلب المناسبات الاحتفالية دائمًا خطابًا رسميًا للغاية، ولكن المحادثات بين المقربين والأهل لا يحظى بمدى الأهمية اللغوية من قبل المتحدثون كونها لغة غير رسمية ولا حاجة للتدقيق اللغوي على كلامهم. القليلة قد تكون غير رسمية وغير رسمية للغاية.

وقد نحاول ربط مستوى الشكليات اللغوية المختارة (أي لغة رسمية أو غير رسمية) وفقًا لمجموعة متنوعة من العوامل، كنوع المناسبة والاختلافات الاجتماعية والعمرية وغيرها من الاختلافات الموجودة بين المشاركين والمهمة المعينة التي ينطوي عليها. على سبيل المثال الكتابة أو التحدث والمشاركة العاطفية لواحد أو أكثر من المشاركين، من الممكن أن يكون الخطاب رسمي أو غير رسمي حسب الموقف اللغوي المحيط، فبكل تأكيد لن ترسل رسالة ذات طابع رسمي لصديقك.

فيقدر علماء اللغة وجود مثل هذه الفروقات عندما يدركون الملاءمة الأسلوبية لما ينوي المتحدث فعله لغويًا، في حين أنه قد يكون من الصعب وصف المستويات المنفصلة للشكليات اللغوية، إلا أنه من الممكن مع ذلك إظهار أن المتحدثين الأصليين لجميع اللغات يتحكمون في مجموعة من المتغيرات الأسلوبية. من الممكن أيضًا التنبؤ بثقة كبيرة بالميزات الأسلوبية التي يميل المتحدث الأصلي إلى توظيفها في مناسبات اجتماعية معينة.

السجل اللغوي والأسلوب اللغوي:

 السجل اللغوي عامل معقد آخر في أي دراسة للأصناف اللغوية، فالمسجلون اللغويون عبارة عن مجموعات من العناصر اللغوية المرتبطة بمجموعات مهنية أو اجتماعية منفصلة. فكما يستخدم الجراحون وطيارو الخطوط الجوية ومديرو البنوك وموظفو المبيعات ومحبو موسيقى الجاز سجلات مختلفة، يستخدم اللغويون سجل خاص بهم.

قال فيرغسون في عام 1994، يميل الأشخاص المشاركون في مواقف الاتصال المتكررة إلى تطوير مفردات متشابهة، وميزات مماثلة للتناغم اللغوي، وأجزاء مميزة من بناء الجملة وعلم الأصوات التي يستخدمونها في هذه المواقف المختلفة.

فيعرف السجل اللغوي بأنه مجموعة لغوية مختلفة تستخدم لأغراض لغوية معينة وفي بيئات اجتماعية معينة، فعلى سبيل المثال عند الحديث في بيئة ذات طابع رسمي، من الممكن لمتحدث اللغة الإنجليزية أن يستخدم القواعد النحوية والصرفية التي تستخدم في خطاب ذات طابع غير رسمي.

ويعد هذا مشابه لنطق الكلمة المنتهية بـصوت أنفي بدلاً من الأنف السنخي كحذف صوت g من الكلمة المنتهية ب ing، وكذلك اختيار كلمات ذات كابه رسمي، مثل استخدام كلمة (father) بدلاً من (dad) و(child) بدلاً من كلمة (kid)، بالإضافة إلى التوقف عن استخدام كلمات ذات طابع قاسي في طريقة نطقها مثل (ain’t).

مستويات الأسلوب اللغوي:

من هو جمهورك؟ ما الذي يمكن أن تفترضه أن القارئ يعرفه بالفعل، وكم عدد التعريفات اللازمة؟ على سبيل المثال، هل تكتب لأستاذك المشرف أم لقارئ عام؟ ولكن النصيحة العامة من علماء اللغة هي أن تهدف هذه الكتابات إلى مكان ما بينهما، وأن تكتب كما تفعل مع زميل وليس صديق لك، أي أن يكون أسلوبك ليس رسمي للغاية ولكن ألّا يكون غير رسمي للغاية أيضًا.

العلاقة بين الأسلوب اللغوي والمبني للمجهول والمبني المعلوم:

يستخدم العديد من الطلاب والباحثين المبني للمجهول للأفعال في نصوصهم. وفي بعض الأحيان يكون هذا ضروريًا ولكن استخدام الكثير من الأبنية اللغوية المبنية للمجهول يجعل النص ثقيلًا نوعًا ما. وعلاوة على ذلك، غالبًا ما تؤدي الاستخدامات الكثيرة لصيغة المبني للمجهول في النص الخاص بك إلى مشاكل لغوية أخرى. على سبيل المثال من المحتمل أن ينتهي بك الأمر بتسلسل طويل من الكلمات المربوطة معًا بحروف الجر. 

أمثالة على الأسلوب اللغوي في المبنى للمجهول والمبني للمعلوم اللغوي:

يعد هذا مثال على المبني للمجهول (New results in this area are continuously produced by the research group)، والذي يعني يتم إنتاج نتائج جديدة في هذا المجال بشكل مستمر من قبل مجموعة البحث.

ولكن هذا نفس المثال هو نفس المثال في الأعلى ولكنه بصيغة المبني للمعلوم (The research group continuously produces new results in this area)، والذي يعني تقدم مجموعة البحث باستمرار نتائج جديدة في هذا المجال.

فيميل استخدام صيغة المبني للمجهول إلى إخفاء من هو الذي يقوم بالفعل، أي الفاعل. وغالبًا ما يكون هذا هو المعيار لأن النتائج يجب أن تكون قابلة للتكرار من قبل أي شخص. ومع ذلك، هناك سوء فهم شائع بأن الجمل التي تستخدم الصوت المبني للمجهول هي أكثر موضوعية من المبنية للمعلوم؛ وذلك لأن المؤلف يتجنب قول أنا أو نحن.

فمن المعقول تغيير أسلوب الكتابة الخاص بك حسب الحاجة اللغوية. ولكن الإفراط في استخدام المبني للمجهول يجعل نصك ثقيلًا للقراءة ويعطي صوتًا صوفيًا وبيروقراطيًا و محيرًا للقارئ. ولكن بالطبع هذا لا يعني أنه عليك تجنب استخدام المبني للمجهول تمامًا؛ وهذا لأن الإفراط في استخدام المبنى للمعلوم يصبح أيضًا متعبًا للقارئ. فلا نحتاج دائمًا إلى تذكير الباحث والقارئ من هو الذي قام بالفعل من خلال استخدام أنا أو نحن.

هل كتابة واستخدام الضمير أنا مقبول في اللغة كونه أسلوب لغوي؟

في بعض المجالات لا يُنصح وبشدة كتابة ضمير المتكلم أنا، ولكن إذا تحتم عليك استخدام الضمير أنا أو ذكر الفاعل، فقد تضطر إلى كتابة النص الخاص بك باستخدام كلمات مثل “واحد” أو “نحن” أو باستخدام المبني للمجهول؛ وذلك لأنها كلمات أقل حدة من كلمة أنا.

تعد كتابة ضمير المتكلم أنا في النصوص استخدام خاطئ ويجدر علينا تجنبه؛ وهذا لأن النص سيصبح أقل صلابة ومتانة لغوية. فيمكنك استخدام كلمة نحن أو كلمة أحدهم بدلاً من أن تستخدم كلمة أنا. فتعد كلمة أنا شخصية ولا يجوز استخدامها في النص الأكاديمي.

ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك وضع طابعك الشخصي على النص، ولكن ببساطة يجب عليك القيام بذلك ولكن باستخدام الوسائل المستخدمة في مختلف الحقول والكتابات الأكاديمية. فعند قراءة الكتب الأكاديمية للكتاب الماهرون لن تجد ضمير أنا في كل الكتاب أو ممكن أن تجده ولكن بشكل قليل.


شارك المقالة: