اقرأ في هذا المقال
نبذة عن اللغوية روبن لاكوف:
روبن تولماش لاكوف ولدت في السابع والعشرين من شهر نوفمبر في عام 1942 في بروكلين في ولاية نيويورك، كما أنها كانت متزوجة من اللغوي جورج لاكوف، وهي أستاذة في علوم اللغويات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية. غالبًا ما يُنسب كتابها التي ألفته في عام 1975 وكان بعنوان “اللغة ومكانة المرأة” إلى جعل اللغة والنوع الاجتماعي نقاشًا كبيرًا في علم اللغة والتخصصات الأخرى سواء لغوية أو غيرها.
السيرة الذاتية للغوية روبن لاكوف:
حصلت روبن لاكوف على شهادة البكالوريوس من كلية رادكليف في جامعة كامبريدج وشهادة الماجستير من جامعة إنديانا وشهادة الدكتوراة من جامعة هارفارد. فدرست في جامعة كاليفورنيا في بيركلي منذ عام 1972. وأثناء دراستها الجامعية في كلية رادكليف في كامبريدج، قامت روبن لاكوف بمراجعة مختلف مؤلفات اللغوي نعوم تشومسكي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وأصبحت مرتبطة وبشكل كبير بقسم اللغويات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
خلال هذا الوقت، بينما كان تشومسكي والطلاب يبتكرون قواعد تحولية وتوليدية، اكتشفت روبن لاكوف بالتعاون مع عدد من اللغويون، الطرق التي يدخل فيها السياق الخارجي في بنية اللغة. كما أنها مساهمة منتظمة في هافينغتون بوست. تلقت روبن لاكوف اهتمامًا وطنيًا بسبب مقال رأي نُشر في (TIME) بعنوان “البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون يمثل هجومًا على النساء”، فكانت مهتمة وبشكل كبير في دور المرأة اللغوي، وحاولت بذل الكثير من الجهود لإبراز الرأي النسوي في اللغة.
أهم مؤلفات اللغوية روبن لاكوف:
اللغة ومكان المرأة:
يقدم كتاب اللغة ومكان المرأة في عمل روبن لاكوف إلى مجال علم اللغة الاجتماعي العديد من الأفكار حول لغة المرأة التي أصبحت الآن شائعة في كثير من الأحيان. ولقد ألهمت العديد من الاستراتيجيات المختلفة لدراسة اللغة والنوع الاجتماعي عبر الحدود الوطنية وكذلك عبر خطوط الفصل والعرق. كما يُلاحظ في أعمالها أنها مهتمة وبشكل كبير في الطبقة والسلطة والعدالة الاجتماعية بالإضافة إلى النوع الاجتماعي.
طرق التمييز بين خطاب المرأة والرجل:
تقترح روبن لاكوف أنه من الممكن التمييز بين خطاب النساء وخطاب الرجال بعدة طرق (وهذا جزء من نموذج العجز بين الجنسين)، وفيما يلي أبرز هذه الطرق:
- الاحتياطات اللغوية: تعرف الاحتياطات اللغوية هي الحفظ واصطلاحاً هي حفظ النفس عن الوقوع في الآثام، كما يقال أن الاحتياط الذي يتخذه الرجل في العديد من الأمور يكون حازم وهذا يدل على ثقة الرجل بنفسه. وفي اللغة تعرف الاحتياطات اللغوية بأنها الكلمات المستخدمة في سياق الكلام بحيث تلطف هذه الكلمات الخطاب اللغوي وتقلل من حدة الكلام وخاصة عند الرجال، أي تقلل من الثقة المفرطة. على سبيل المثال تستخدم عبارات مثل (kind of, sort of, it seems like) والتي تعني نوعًا ما، وهي عبارات تقلل الثقة المفرطة بالحديث.
- الصفات الفارغة:يتم تطبيق الصفات لتليين الجملة وإضافة عناصر ودية إليها، وعلى الرغم من أنها لا تضيف أي محتوى ذي معنى بشكل خاص. على سبيل المثال كلمات مثل ( adorable, divine, gorgeous)، والتي تعني بديع ورائع.
- أشكال لغوية مهذبة للغاية: وهي مصطلحات وتراكيب لغوية يتم استخدام لبيان التهذيب في الكلام ومدى احترام الشخص الذي يقابلك. على سبيل المثال (would you mind, may I, if it’s not too much to ask).
- كثرة الاعتذار: وهي طريقة في الكلام يتم فيها استخدام الكثير من الاعتذارات. علم سبيل المثال (I am sorry, but I think..).
- التحدث بشكل قليل: وهي أحد الطرق المتبعة من قبل الأفراد تدل على هدوئهم أو عدم الاهتمام في كلام الشخص الذي يقابله.
- تجنب استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة: وهي أحد الطرق المستخدمة لإظهار الاحترام واللطف لمن يقابلك.
- الأسئلة الذيلية: تستخدم هذه الأسئلة لبيان عدم الثقة المفرطة لمن يقابلك، وهي أحد الطرق الرسمية المستخدمة في الكلام، ولكن في الأونة الأخيرة شاع استخدام هذه الأسئلة، وأصبحت جزء لا يتجزأ من الحديث اليومي المتحدثين باللغة الإنجليزية. على سبيل المثال (you can do this, don’t you?).
- القواعد والنطق الصحيحين بشكل مفرط: يعني هذا استخدام القواعد النحوية والتعابير والأشكال الصوتية بشكل واضح، لدرجة أنه لن يكون هناك مجال لحدوث أي أخطاء لغوية في طريقة الكلام المستخدمة من قبل الأشخاص الذين يستخدمون هذا النوع من الكلام.
- الطلبات غير المباشرة: وهي طريقة متبعة من قبل بعض الأشخاص الذين يودون إظهار الاحترام الفائق لمن أمامهم. على سبيل المثال (Wow, I’m so thirsty)، وهذا يعني أنا عطشان، وهي طريقة مستخدمة لطلب الماء ولكن بطريقة غير مباشرة.
- التحدث بشكل مائل: وهي طريقة تحدث يتم فيها استخدام نبرة الصوت للتأكيد على كلمات معينة. على سبيل المثال (So, very, quite).
مبادئ اللطف في الكلام:
طورت روبن لاكوف طرف ومبادئ اللطف في الكلام، حيث ابتكرت ثلاثة مبادئ يتم اتباعها عادةً في التفاعل، وهما: لا تفرض، أعط خيارات للمتحدث الذي أمامك، اجعل الشخص الذي يقابلك يشعر بالراحة. كما ذكرت أن هذه الأمور بالغة الأهمية في التفاعل الجيد والبناء.
حرب اللغة:
يقدم كتاب روبن لاكوف حرب اللغة، والذي ألّفته في عام 2000، تحليلاً لغوياً للخطاب حول القضايا المعاصرة. وهي تغطي فيه موضوعات من بينها جلسات استماع هيل توماس وO.J. ومحاكمة سيمبسون وفضيحة لوينسكي وظاهرة التصحيح السياسي.
كما تناقش روبن لاكوف كل موضوع متعلق باللغة والنساء أثناء مناقشة أطروحة كتابها العامة مفادها أن اللغة نفسها تشكل ساحة معركة سياسية، وتقدم فكرة أن الإطارات اللغوية تخلق معاني. وقد استشهدت بأن اللغة (سواء كانت لفظية أو غير لفظية) والخبرات هي مجموعة من المعرفة يتم استحضارها من أجل توفير قاعدة استنتاجية لفهم الكلام.
الإطار اللغوي في نظر روبن لاكوف:
فالإطار اللغوي هو الأفكار التي تحدد التوقعات وتخلق التركيز الذي يُنظر إليه على أنه حقيقة وحس سليم. فعندما يقرر شخص ما تبني إطار لغوي معين، فإن هذا الشخص سيؤمن أن كل شيء داخل هذا الإطار حقيقي، وأن ما يعلمه أو يتعلمه داخل الإطار يصبح ما يعتقده هو الفطرة السليمة.
على سبيل المثال في القرن التاسع عشر اعتقد الناس أن على النساء ارتداء الكورسيهات وربط خصورهن. لم يفكر أحد في ارتداء النساء ملابس بدون مشد تحتها لأنه كان من المنطقي أن الكورسيهات عنصر أزياء لا بد منه. ومع ذلك إذا قرر شخص ما النظر إلى نفس الموقف خارج الإطار (وهو ما نادرًا ما يحدث لأن الناس مقتنعون دائمًا بأن الفطرة السليمة لا تتطلب تبريرًا) فسيكون لهذا الشخص فهم مختلف تمامًا لما هو موجود في الإطار، ويشعر بأن الفطرة السليمة لم تعد منطقية.
ولكن في وقتنا الحاضر، من المنطقي معرفة أن الكورسيهات غير صحية وستلحق ضررًا أكثر من نفعها لجسد الأنثى. وهذا هو السبب في أن غالبية النساء في هذه الأيام لا يرتدين الكورسيهات. وعندما ننظر إلى الإطار اللغوي والاجتماعي القديم من القرن التاسع عشر، نعتقد أن حس الموضة في ذلك الوقت كان غريب. وهذه هي نتيجة الإطارات اللغوية والاجتماعية، فهي معرضة للانقراض عبر الزمن.