اللهجة الأدبية عند الأدباء في الأدب الإنجليزي

اقرأ في هذا المقال


إن الأدب الإنجليزي كما نعرف هو يختص بالدول التي تتحدّث اللغة الإنجليزية، ولكن هنالك ما يسمّى باختلاف اللكنات أو اللهجات، فكل بلد له لهجة تختلف عن الأخرى؛ وذلك بناء على الثقافة والبيئة التي يعيش بها هذا الأديب، وربمّا ينعكس هذا العامل على أعماله الأدبية، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن اللهجة الأدبية لدى الأدباء، وعن علاقتها بالثقافة واللغة.

علاقة اللغة والأدب

علينا أن نعلم أوّلاً بأن علاقة اللغة بالأدب هي علاقة وطيدة جدّاً؛ فالأدب هو نتاج الكتابات التي تمثّل لغة الكاتب وثقافته، وكمّا عرّفها الكاتب تشومسكي صاحب كتاب (اللغة والفكر) بقوله (اللغة ملك خاص بالإنسان ومنه كانت الكتابة في حد ذاتها أداةتربط اللغةبالإنسان)، وبتعريف الآخرين أن أصحب الكتابات هم اللذين اهتمّوا باللغة وكل مجالاتها، وهم من قام باختراع اللسانيات.

وعلى الرغم من تلك العلاقة الوطيدة؛ إلّا أنّه يمكن اعتبار اللغة كعنصر شفوي أكثر من اعتباره عنصر كتابي، فالشخص يتكلّم قبل أن يكتب برأي البعض، ولكن علماء اليوم لم يتفقّوا على ذلك؛ بل قاموا بالتأكيد على اللغة هي مرتبطة بالأدب بشكل مباشر، ولا يمكن أن تستقل اللغة عن الأدب بأي شكل من الأشكال، وممّا يؤكّد ذلك هو اهتمام علماء اللغة الكبير بالأدب.

تمت إقامة (المدرسة الشكلانية) في روسيا، وهذه المدرسة تقوم على دراسة العلاقة الوطيدة بين اللغة والأدب، وهنالك أدباء أمثال :(بوب، توماشفسكي، جاكبسون) هؤلاء الأدباء أكّدوا على علاقة اللغة بالأدب من خلال اعتبارهم أن النصوص الأدبية هي عبارة عن (نظام دلالي بحت)، بالإضافة للأديب (ستروس) الذي قام بتأليف كتاب اسمه (لغات الأساطير) تحدّث عنه بعلاقة اللغة مع الأدب.

وبنهاية الأمر اتفّق العلماء أن اللغة هي عبارة عن جزء يعيشه الكاتب بشكل يومي، ولها علاقة بالأحداث اليومية التي يعيشها سواء كانت مرتبطة بالفرح أو الحزن، لذلك يعتبر الأدب تصوير حقيقي للغة الإنسان، فالقصة أو الرواية على سبيل المثال ليست المحاكاة التقليدية التي تقوم على العرض أو التمثيل وإنما هي الكلام الأدبي نفسه.

حتى إن الأديب عندما يريد أن يكتب عن طبقة تختلف عن طبقته؛ فعليه أن يتقرّب إلى لغتهم وثقافتهم بشكل جيّد.

وفي نهاية المقال يمكننا استنتاج أن لغة الأدباء في الكتابة تعتمد بشكل مباشر على بيئتهم وثقافتهم، وعلى الرغم من أن اللغة المستخدمة في الكتابة هي دائماً اللغة الفصحى والتي تسمّى (Standard Language)؛ إلّا أنّه وبعد عدّة دراسات توصّل علماء اللغة أن البيئة والثقافة واللغة وتغيّراتها تظهر في كتابات الأدباء.


شارك المقالة: