المرأة في شعر عنترة بن شداد

اقرأ في هذا المقال


ذكرت المرأة بمكثرة في الشعر الجاهلي، فكان كل شاعر يتغنى بمحبوبته ويتغزل بها، ويتغنى بصفات العفة والحياء التي تخصها وغيرها.

المرأة في شعر عنترة بن شداد

كان الشعر الجاهلي ولا يزال معينا لا ينضب، ما فتئ الباحث ينهل من نبعه الصافي لاسيما وأنه سجل صادق لحياة الشاعر ولبيئته.

وكان الشعر يكشف عن كوامن ذات الشاعر، وما تضمره نفسه من مشاعر اتجاه حبيبته، في ظل أنواع القهر العديدة المسلطة عليه.

وكان هناك حضور للمرأة في شعر عنترة ودلالاته النفسية بغية الوقوف عند الأثر النفسي الذي تركته المحبوبة عبلة في شعره، ومن خلال شعره فقد تم التوصل إلى مجموعة من الظواهر النفسية، التي عكست ما حاول الشاعر إخفاءه، وعدم البوح به.

نماذج من شعر عنترة بن شداد عن المرأة

1- يقول عنترة بن شداد في ذكر المرأة في شعره:

“وَهُمُ الحُماةُ إِذا النِساءُ تَحَسَّرَت

يَومَ الحِفاظِ وَكانَ يَومُ نَزالِ

يُقصونَ ذا الأَنفِ الحَمِيِّ وَفيهِمُ

حِلمٌ وَلَيسَ حَرامُهُم بِحَلالِ

المُطعِمونَ إِذا السُنونُ تَتابَعَت

مَحلاً وَضَنَّ سَحابُها بِسِجالِ”

2- يقول عنترة بن شداد في التغزل بمحبوبته عبلة ما يلي:

“هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ

أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ

يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي

وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي

فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها

فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ

وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا

بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ”

3- يقول عنترة مخاطباً عبلة كذلك:

“هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ

إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي

إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ

نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ

طَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةً

يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ”

لقد احتلت المرأة في شعر عنترة بن شداد المكانة الأولى، فقد ذكرها في أبياته وقصائده، فهي الحبيبة والأم والصاحبة، فكان الشاعر فيها مفتون ويحبها حباً جماً.


شارك المقالة: