المزارع والغرير

اقرأ في هذا المقال



قصة Farmer and the Badger مأخوذة من “حكايات خرافية يابانية” قام بتجميعها Yei Theodora Ozaki في عام 1908. هذه القصة واردة في مجموعتنا من قصص الأطفال لشيباتا زيشين، بادجر يدرس سوترا، منتصف القرن التاسع عشر.

الشخصيات:

  • الغرير.
  • العجوز
  • الزوجة.

قصة الغرير والمزارع:

كان هناك مزارع عجوز وزوجته يعيشون في منزلهم الذي بني في الجبال، بعيدًا عن ضجيج المدينة حيث كان جارهم الوحيد غريرًا سيئًا وخبيثًا، اعتاد هذا الغرير أن يخرج كل ليلة ويعبر إلى حقل المزارع ويفسد الخضار والأرز الذي يقضي المزارع وقته في زراعته بعناية وعندما ازداد هذا الغرير في عمله الشرير، وألحق ضررًا كبيرًا في كل مكان في المزرعة، لدرجة أن المزارع حسن النية لم يعد قادرًا على تحمله بعد الآن، عزم على وضع حد لذلك.
لذلك ظل في الانتظار يومًا بعد يوم وليلة بعد ليلة، على أمل الإمساك بالغرير، لكن كل ذلك دون جدوى ثم قرر نصب الفخاخ له، فقام بحفر حفرة كبيرة غطاها بالقش ليلاً حتى يسقط الغرير بها عندما يأتي، وفي اليوم التالي وجد المزارع الغرير عالقًا في الحفرة حيث أصبح المزارع مسرورًا بإلقاء القبض على عدوه، ونقله إلى منزله بأمان مربوطًا بحبل وعندما وصل إلى المنزل قال المزارع لزوجته: لقد أمسكت أخيرًا بالغرير السيء. يجب أن تراقبيه عندما أكون بالخارج في العمل ولا تدعيه يهرب، لأنني أريد أن أضعه في الحساء الليلة.

بعد ذلك علق الرجل الغرير على العوارض الخشبية في مخزنه وخرج إلى عمله في الحقول حيث كان الغرير في محنة كبيرة، لأنه لم يحب على الإطلاق فكرة أنه سيأكله المزارع على الحساء في تلك الليلة، وفكر لفترة طويلة محاولًا الوصول إلى خطة قد يهرب بها. ولكن كان من الصعب التفكير بوضوح في وضعه غير المريح، لأنه تم تعليقه بالمقلوب وبالقرب منه، عند مدخل المخزن، مطلاً على الحقول الخضراء والأشجار وأشعة الشمس اللطيفة وقفت زوجة المزارع العجوز تقصف الشعير حيث بدت متعبة فكانت كبيرة في السن حيث كان وجهها محاطًا بالعديد من التجاعيد، وكانت تتوقف بين الحين والآخر لمسح العرق الذي يتدحرج على وجهها.

قال الغرير الماكر: سيدتي العزيزة، يجب أن تكوني متعبة جدًا من القيام بمثل هذا العمل الشاق في سن الشيخوخة،ألا تدعني أفعل ذلك من أجلك؟ ذراعي قويتان للغاية، ويمكنني أن أريحك قليلاً. قالت المرأة العجوز: شكرًا لك على لطفك ولكن لا يمكنني السماح لك بالقيام بهذا العمل من أجلي لأنني لا يجب أن أقوم بفكك، فقد تهرب إذا فعلت ذلك وسيكون زوجي غاضبًا جدًا إذا عاد إلى المنزل ووجدت أنك ذهبت. ثم قال مرة أخرى بصوت حزين ولطيف للغاية: أنت قاسية جدًا، فكي قيدي وأعدك بعدم محاولة الهروب، إذا كنت تخشى زوجك، فسأسمح لك بتقييدني مرة أخرى قبل عودته.
كانت للمرأة العجوز طبيعة طيبة وبسيطة، ولا يمكنها التفكير بشكل سيء في أي شخص ولم تكن تعتقد أن الغرير كان يخدعها إلا من أجل الهروب ثمّ شعرت بالأسف أيضًا للحيوان وهي تستدير لتنظر إليه في مثل هذه المحنة الحزينة المتدلية من السقف من رجليه، حيث كان مقيداً ببعضه البعض بإحكام لدرجة أن الحبل والعقد كانت ستقطع جلده، لذلك في لطف قلبها، وإيماناً منها بوعد المخلوق أنه لن يهرب، فكت الحبل وأنزلته، ثم أعطته السيدة العجوز المدقة الخشبية وطلبت منه أن يقوم بالعمل لفترة قصيرة أثناء استراحتها. أخذ المدقة، ولكن بدلاً من القيام بالعمل كما قيل له، قفز الغرير في الحال على المرأة العجوز وأسقطها بقطعة الخشب الثقيلة. ثم قتلها وقطعها وصنع منها حساء، وانتظر عودة المزارع العجوز.
كان الرجل العجوز يعمل بجد في حقوله طوال اليوم، وأثناء عمله كان يعتقد بسرور أنه لن يفسد الغرير المدمر عمله بعد الآن وعندما اقترب غروب الشمس ترك عمله واستدار عائداً إلى منزله. لقد كان متعبًا جدًا، لكن التفكير في العشاء اللطيف من حساء الغرير الساخن في انتظار عودته كان يبهجه و لم يخطر بباله أبدًا فكرة أن الغرير قد يتحرر وينتقم من المرأة العجوز المسكينة. وفي هذه الأثناء اتخذ الغرير شكل المرأة العجوز وبمجرد أن رأى المزارع العجوز يقترب خرج ليحييه في شرفة المنزل الصغير، قائلاً: إذاً لقد عدت أخيرًا. لقد صنعت حساء الغرير وانتظرتك لفترة طويلة.

خلع المزارع العجوز بسرعة نعله المصنوع من القش وجلس أمام صينية العشاء الصغيرة حيث لم يتخيل الرجل البريء قط أنه لم تكن زوجته بل الغرير الذي كان ينتظره، وطلب الحساء على الفور ثم عاد الغرير فجأة إلى شكله الطبيعي وصرخ: أيها الرجل العجوز الآكل لزوجتة! انتبه للعظام في المطبخ.

وهو يضحك بصوت عالي وسخرية هرب من المنزل وهرب إلى وكره في التلال ثم ترك الرجل العجوز وحده الذي بالكاد كان يصدق ما رآه وسمعه، ثم عندما فهم الحقيقة كاملة، كان خائفاً ومذعوراً لدرجة أنه أغمي عليه على الفور. وبعد فترة تقدم وانفجر في البكاء، بكى بصوت عالي، لقد كان يهز نفسه ذهاباً وأياباً في يأس. بدا الأمر فظيعًا للغاية لدرجة أن يكون حقيقيًا أن زوجته العجوز المخلصة قُتلت وطهيت من الغرير بينما كان يعمل بهدوء في الحقول ولا يعرف شيئًا عما يجري في المنزل بل ويهنئ نفسه على أنه تخلص منه مرة واحدة إلى الأبد.
الحيوان الشرير الذي كثيراً ما أفسد حقوله. وأفكاره الرهيبة لقد كاد أن يشرب الحساء الذي صنعه المخلوق من امرأته العجوز المسكينة ثمّ بكى الرجل وهو يردد: يا عزيزتي، يا عزيزتي، يا عزيزي! وضل يصرخ بصوت عالي طوال الليل.


شارك المقالة: