عناصر المقامة وروادها

اقرأ في هذا المقال


عناصر المقامة:

ثمَّة تقارب واضح في البُنية الفنيّة بين المقامة والقصّة، لا سيّما فيما يتعلّق بما تقوم عليه من أسس وعناصر، تمنح المقامة والقصة قوامها الأساسي، فكلاهما يقوم على مزيج من الأحداث الأساسية والثانوية، التي يقوم بها عدد من الشخصيات. وهذه العناصر هي:

الشخصيات:

وهي العنصر الأساسي الذي يقوم بافتعال أحداث وحبكتها حتى تبلغ ذروتها. وتنقسم إلى قسمين هما:

  • الشخصيات الرئيسة:

    وهي الشخصيات التي تدور محاور القصة حولها، كما أنَّها السبب الأساس في افتعال الأحداق وتأجيج ناريها. وهي على الأغلب في فن المقامة تتمثل في شخصيتي الراوي والبطل والضحية التي وقع عليها فعل الاحتيال.
  • الشخصيات الثانوية:

    وهي الشخصيات التي تعيّن الشخصيات الرئيسة على افتعال الأحداث وتعطي للمقامة صور واقعية، كما تتمثل في فن المقامة بالأشخاص المحيطين بالبطل والضحيّة.

الحدث:

ويتمثّل بالسبب الرئيس الذي بدأت المقامة منه.

الزمان:

غالباً ما يكون الزمان مفتوحاً في فن المقامة أو مجازياً ويلمح في ثنايا المقامة ذاتها.

الحبكة:

وهي نقطة الذروة التي تبلغها أحداث المقامة حيث تتأزم وتتعقد وتستلزم الحل.

الحل:

غالباً ما تنتهي المقامة بحل جذري، يفضي بانتصار البطل ووقوع الضحية في الفخ.

روّاد فن المقامة:

من أهم وأشهر روّاد المقامة هو بديع الزمان الهمذاني والحريري، حيث اتضح بأن بديع الزمان الهمذاني هو مبتدع في هذا الفن ورائده. واسمه أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمذاني، يُكنى بأبي الفضل، نشأ بهمذان إحدى مدن فارس الشماليّة، حيث تعلّم اللغة العربيّة ودرس الأدب وبرع فيها.
حيث تتلمذ على يدي ابن فارس وأبي القاسم ونهل من علمهما، حيث كان أحد كتّاب القرن الرابع الهجري البارزين من أمثال الصاحب بن عباد وابن العميد. وابتدع فن المقامة الحكائي وعرف بها، حيث اتّخذ لها عيسى بن هشام راوياً وأبا الفتح الاسكندري بطلاً لأحداثها. وقد أهل للبطول في مقاماته لما عرف به من مكر وخداع، قدرة على اقتناص الفرائي، إيقاعها في فخّه بما تحلى به من قرة لسانيّة وحنكة اجتماعيّة ساعدته على التخلغل في نفس الضحيّة.
وقد هيأ الهمذاني ليعين بلسانه عن فصاحته وبراعته البلاغيّة وتمكّنه اللغوي، اطلاعه على قضايا عصره كالكدية وتفشي الجهل وكثرة الاحتيال.


شارك المقالة: