المكتبة الأكبر والأكثر تكلُفة والأكثر أمانًا في العالم

اقرأ في هذا المقال


مكتبة الكُونغرس:

هي المكتبة الأكبر، والأكثر تكلُفة، والأكثر أمانًا في العالم، أُسِّست عام 1800م، عندما وقع الرئيس الثاني للولايات المُتحدة الأمريكية (جون آدمز) مشروع قانون نقل عاصمة البلاد من مدينة فلادلفيا إلى واشنطن، وقد احتوى القانون إشارة إلى إنشاء مكتبة للكونغرس، وتحتوي على كُتب مُساعدة للمجلس التشريعي لتخدم أعضاء الكونغرس الأمريكي، وبدأت المكتبة آنذاك بخمسة آلاف دولار، وقامت القوات البريطانيّة آنذاك بإشعال النار في المبنى، واحترقت معهُ مُحتويات المكتبة،

تبرّع الرئيس توماس جيفرسون، بمحتويات مكتبتهِ الخاصة التي تحتوي على (6487) كتاباً، والتي قضى خمسين عامًا في جمعها، وعندها تمّ الإعلان عن تأسيس المكتبة الوطنيّة، كان الرئيس توماس جيفرسون، مُتعدّد المواهب، فكان كاتبًا، ودبلوماسيًّا، وقانونيًّا، ومهندسًا، وكان لهذه المواهب المُتعدّدة السبب الرئيس في اختياره مُساعدًا للرئيس الثاني لأمريكيا (جون آدامز).

لم يلقَ عرض الرئيس توماس جيفرسون ترحيبًا لدى الكُونغرس، مُتذرعين بأنَّ طبيعة مُحتويات مكتبة جيفرسون تناقش الفلسفة، والعلوم، والآداب، ولا تتناسب مع احتياجات المكتبة كونها تشريعيّة، وعندئذٍ كتب جيفرسون أنَّ أعضاء الكُونغرس يحتاجون إلى جميع أنواع المعرفة المُتنوعة في أعمالهم التشريعيّة، وفي عام (1815) قبِل الكُونغرس بعرض جيفرسون.

تطوَّرت ونمت المكتبة وأصبح من الضروري إنشاء مبنًى جديد، واتَّخذ تصميمه طابع عصر النهضة الإيطالية، وفتحت المكتبة أبوابها للعامة في الأول من تشرين الثاني عام (1897).

أهميّة مكتبة الكُونغرس:

تُعدُّ مكتبة الكُونغرس أقدم مؤسَّسة فيدراليّة ثقافيّة في البلاد، وهي بمثابة الذِّراع البحثيّة للكُونغرس بل وتُعتبر أيضًا أكبر مكتبة في العالم، حيث تحتوي على ملايين من الكُتب، والتسجيلات، والصور الفوتوغرافيّة، والخرائط والمخطوطات، في مجموعتها.

تتمثل مُهمة مكتبة الكونغرس في دعم الكُونغرس في تأدية واجباته الدستوريّة، وتحقيق مزيد من الارتقاء في المعرفة والإبداع لمصلحة الشعب الأمريكي.

تُعتبر مكتبة الكُونغرس اليوم موردًا عالميًّا لا مثيل لهُ، وهي تضُمُّ المجموعة التي تحتوي على أكثر من (160) مليون عُنصر، وأكثر من (38) مليون كتاب مُفهرس، ومواد مطبوعة أُخرى في (450) لُغة، وأكثر من ستين مليون وثيقة و 12.5 مليون صورة، و5.3 مليون أُسطوانة، الأمر الذي جعلها أكبر مرجع في العالم للمواد القانونيّة، والخرائط، والأفلام، والمعزوفات الموسيقيّة.

كما وتشتمل على (650) فيلمًا من كلاسيكيات هوليود، وأفلام وثائقية تعود إلى بداية السينما الأمريكية، وتُعتبر السجل الوطني الأمريكي للأفلام السينمائية.

تحتوي أيضًا على الوثائق المُؤسِّسة للولايات المُتحدة الأمريكية، وتضُمُّ حوالي (300) ألف كتاب عربي، وأول مُصحف مُترجم إلى اللغة الإنجليزية، كما وأنها تحتوي على مخطوطات عربيّة قديمة، ولوحات فنيّة للمسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، والروضة الشريفة.

وفي عام (1870) صدر قانون ينُصُّ على أن تكون المكتبة مسؤولة عن إعطاء أرقام الإيداع لجميع الكُتب الجديدة في كندا والولايات المُتحدة الأمريكيّة.

ومن أجل الحفاظ على الكُتب القديمة والنادرة، والتي يصعُب استخدامها دون الإضرار بها، والتي من بينها أكثر من ألفي وثيقة، قرَّرت المكتبة إنجاز مشروع مكتبة العالم الرقميّة عام (2009)، ممَّا وفَّر فرصة الاطلاع على الوثائق القديمه والقيّمة عن طريق الإنترنت.

كما وبلغت ميزانية المكتبة عام (2014) حوالي (618) مليون دولار، ووصل عدد العاملين فيها إلى (3138)

أين تقع مكتبة الكُونغرس:

تقع مكتبة الكُونغرس في العاصمة الأمريكيّة (واشنطن) داخل مقر الكُونغرس في منطقة الكابيتول هيل، وتبلغ مساحتها (39)هكتار، وتضُم ثلاث مبانٍ، أولها جناح توماس جيفرسون الرئيس والحاكم الثالث للولايات المُتحدة الأمريكيّة ،وافتُتح هذا المبنى عام (1897)، ويُعرف بمكتبة الكُونغرس الرئيسة، ويبلُغ طول رفوفها حوالي (856) كيلو متر

ويوجد جناح جون آدمز (الرئيس الثاني للولايات المُتحدة الأمريكيّة) ويقع شمالي المبنى الرئيس، وتمّ افتتاحه في عام (1938) إضافة إلى مبنى جيمس ماديسون (الرئيس الرابع للولايات المُتحدة الأمريكية) وتم افتتاحه عام (1981).

ويشترك مع مكتبة الكُونغرس الأمريكي في مشروع التصوير الإلكتروني شُركاء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المنطقة العربية، وقد تعاقدت مكتبة الإسكندريّة في مصر، والمكتبة الوطنيّة في العراق بشراكة خاصة مع مكتبة الكونغرس الأمريكيّة في مشروع لتأسيس مكتبة إلكترونيّة عالميّة على شبكة الإنترنت.

الحرائق التي تعرضت لها مكتبة الكونغرس:

تعرَّضت مكتبة الكونغرس لحريقين تاريخييّن، أولهما من قبل الإنجليز في الرابع عشر من أغسطس / آب عام ألف وثمانمئة وأربعة عشر، وفقدت المكتبة مُقتنياتها فعوّضتها في (ثلاثين يناير/ كانون الثاني عام ألف وثمانمئة وخمسة عشر)، بمكتبة توماس جيفرسون، لتُعوّض جانبًا مُهمّا فقدته، لكنَّها ظلَّت جزءًا لايتجزأ من مبنى الكونغرس.

وتسبَّب حريقٌ ثانٍ كبير تعرَّضت له (عام ألف وثمانمئة وواحد وخمسين) بسبب عطب في أحد المداخن وتسبَّب في ضياع ما يقارب خمسة ثلاثون ألف كتاب، من إجمالي خمسةٌ وخمسون ألف كتاب كانت تتوفَّر عليه حينها، وتم بعد ذلك بناء جناح جديد للمكتبة بمواد غير قابلة للاشتعال اُفتُتح في (ثلاثة وعشرون آب\ أغسطس عام ألف وثمانمئة وثلاث وخمسين).

حقائق عن مكتبة الكُونغرس:

  • مكتبة الكُونغرس لها فروع في نيودلهي، والقاهرة، وريو دي جانيرو، وجاكرتا، ونيروبي.
  • تُضيف المكتبة يوميًا (12) ألف قطعة.
  • تُمثل اللغة الإنجليزيّة حوالي نصف كُتبها، والباقي يتضمن موادًا كُتبت بأكثر من (470) لُغة.
  • تحتوي على أكبر مكتبة للقانون، إذ تحتوي على ثلاثة ملايين مُجلّد.
  • وضعت المكتبة نظامًا لتصنيف الكُتب يُسمَّى تصنيف مكتبة الكُونغرس، تستخدمه معظم الجامعات.
  • تقوم المكتبة بتسجيل وحماية حقوق المُلكية الفكريّة، إذ تطلب من جميع الناشرين إرسال نسختين من أعمالهم إلى المكتبة.
  • تحتوي المكتبة على حوالي (70) ألف معروض مرئي من منطقة الشرق الأوسط.
  • أجابت المكتبة على أكثر من مليون طلب مرجعي من الكُونغرس ومؤسَّسات فدراليّة وعامة.
  • قامت بإيصال ما يقارب (18) ألف مرجع إلى مكاتب تشريعيّة.
  • زار المكتبة حوالي (1.8) مليون زائر.

مباني مكتبة الكونغرس:

1- مبنى جيفرسون: صَمَّم هذا المبنى المهندسان (جون سميثير، وبول بليز) وتم تصميمه على غرار مباني عصر النهضة الإيطاليّ، وتم إنجازه عام (1897)، وعُرف باسم مكتبة الكونغرس، أو المكتبة الرئيسة، حتى استقرَّت تسميته بمكتبة جيفرسون، وكان ذلك في (13- أبريل من عام 1976) في حفل أُقيم لتخليد ذكرى ميلاده.

2- مبنى أدمز: تم إنشاء هذا المبنى على الطّراز الكلاسيكي البسيط، وتمّ افتتاح المبنى سنة (1938)، وذلك بعد شراء الأراضي التي تقع في شمال المكتبة الرئيسية، وتمّ بناء نفق يربط بينه وبين المكتبة الرئيسية، وخُصِّص للكُتب النادرة، وتميَّز المبنى بأبوابه التي حملت تماثيل من البرونز للشَّخصيات التاريخيّة، وفي عام (1980) تمّ الاستقرار على تسميته بمبنى أدمز على اسم الرئيس الثاني للولايات المُتحدة الأمريكيّة.

3- مبنى ماديسون: مع مرور الزمن وتطوُّر المعارف، كان من الضروري إقامة مبنًى ثالث، تمَّت الموافقة على إقامته عام (1974)، ولكن تمَّ افتتاحه عام (1981) في فترة حُكم الرئيس الأمريكي (رونالد ريجان)، وسُمّي المبنى باسم (جيمس ماديسون)، وهو الرئيس الرابع لأمريكا وهو يُعتبر الأب الشرعي للدستور الأمريكي.


شارك المقالة: