المكفوفين والفيل

اقرأ في هذا المقال



The Blind Men and the Elephant هي حكاية من الهند تم تكييفها من قبل العديد من الأديان ونشرها في قصص مختلفة للبالغين والأطفال، تحكي القصة عن مجموعة من الرجال المكفوفين الذين يحاولون معرفة ماهية الفيل، كل منهم يلمس جزءًا مختلفًا منه ويختلفون في النتائج التي توصلوا إليها حيث حكمتهم الجماعية تقود إلى الحقيقة.
يستخدم الناس هذه القصة عمومًا للتحذير من ادعاء السلطة المطلقة على موضوع ما بناءً على تجربة ذاتية. كل هذا جيد وغير جيد إلّا عندما يستخدمونه للتشكيك في دقة المعرفة العلمية ويقولون: العلماء عمياء! إنّهم لا يعرفون الشكل الحقيقي للفيل! إنهم يلمسون أجزاء مختلفة ويفترضون فقط .هؤلاء النقاد محقون جزئيًا ولكنّهم مخطئون في الغالب.
في حين أن العلم ليس لديه إجابات على كل شيء، وربما لن يكون كذلك أبدًا فإنّ حكاية الفيل هذه لا تصمد في الانتقادات الموجهة للعلم.

الشخصيات:

  • الفيل.
  • الرجال المكفوفين

قصة المكفوفين والفيل:

تحكي القصة عن ستة رجال من إندوستان حيث كانوا يميلون إلى التعلم كثيرا، وعلى الرغم من أنّهم كانوا جميعًا مكفوفين، حيث قرروا الذهاب لرؤية الفيل وكل منه سيصور الفيل عن طريق لمسه بما قد يرضي عقله حيث يشعر كل أعمى بجزء مختلف من جسد الفيل ولكن بجزء واحد فقط، مثل الجانب أو الناب ثم يصفون الفيل بناءً على خبرتهم المحدودة وأوصافهم للفيل تختلف عن بعضها البعض.
بدأ الأول حيث لمس الفيل من جانبيه الواسعتين والقويتين، فقال في الحال وهو يصرخ: ليبباركني الرب! حسنا حسنا! الآن أعرف كل شيء عن هذا الوحش إنّه تمامًا مثل الحائط، أما الثاني فقام بتحسس ناب الفيل فقط وقال: أخي، أنت مخطئ إنّه ليس مثل الجدار على الإطلاق، إنّه مستدير وناعم وحاد، إنّه أشبه بالرمح أكثر من أي شيء آخر، أمّا الشخص الثالث الذي أمسكه من عدّة جوانب بين يديه قال بجرأة وهو يتحدث: كلاكما مخطئ، أي شخص يعرف أي شيء يمكنه أن يرى أن هذا الفيل يشبه الثعبان، هذا الجذع المتلوى بين يدي، أنا أرى إنّه مثل الثعبان وهو غير مؤذ أو سام.
ومد الرابع ذراعيه وأمسك بإحدى ساقي الفيل وقال: أوه، كم أنت أعمى، من الواضح جدًا بالنسبة لي أنّه مستدير وطويل مثل الشجرة في حين كان الخامس رجلاً طويل القامة، وصادف أن مسك أذن الفيل حينها قال: يجب أن يعرف الرجل الأعمى أنّ هذا الوحش ليس مثل أي شيء من الأشياء التي تسميها، إنّه بالضبط مثل مروحة ضخمة أو ربما سجادة سحرية يمكن أن تطير فوق الجبال ورؤوس الأشجار.
كان السادس أعمى جدًا، وقد مر بعض الوقت قبل أن يتمكن من العثور على الفيل على الإطلاق، أخيرًا أمسك بذيل الحيوان وقال: أيّها الرفاق الحمقى ثمّ بكى لقد فقدتم حواسكم بالتأكيد، هذا الفيل ليس مثل رمح أو حبل ، أو ثعبان، أو شجرة، كما أنّه ليس مروحة ولكن أي رجل لديه نفس الإحساس يمكنه رؤية ذلك إنّه يشبه الحبل تمامًا. بقي هؤلاء الرجال من إندوستان فترة وهم يتنازعون بصوت عال وكل منهم كان متمسكاً في رأيه بصلابة وقوة على الرغم من أنّهم كلهم كانوا على خطأ.
استمر كل منهم بالثرثرة عن الفيل ومناقشة ملاحظاتهم الفردية وحاولوا التوصل إلى نتيجة موحدة، وعندما كان يسأل رجل أعمى: هل تقول أنّه مثل الحبل؟ لماذا ا؟ كان يجيب الآخرون: تعال إلى هنا واشعر به فكان يرد آخر: آه، أستطيع أن أرى كيف يبدو هذا وكأنه حبل، لكن تعال إلى هنا وستفهم لماذا أقول إنها مثل الرمح! لن يأخذ العلم أيًا من الرجال المكفوفين الأصليين على محمل الجد لأنّ العلم لا يعتبر رأيًا واحدًا على أنه حقيقة علمية، هذه مجرد فرضيات غير مختبرة.
لو كانت هذه الحكاية تتناول العلم حقًا، فإن كل رجل أعمى يتجول حول الفيل ويشعر بما شعر به الآخرون، ثم يقبل أو يرفض أو يناقش مزايا كل نقطة حتى يتمكنوا في النهاية من رسم تصوير واقعي لفيل أو شيء قريب منه. ثم يجلبون المزيد من الرجال المكفوفين ويجعلونهم يختبرون نفس الشيء وسيرون النتيجة التي توصل إليها الأشخاص الجدد، ويقارنونها مع القديمة، ويناقشون أوجه التشابه والاختلاف.
في النهاية، سيكون هناك المئات إن لم يكن الآلاف، من المكفوفين الذين يراجعون نتائج هذا الفيل لذا في المرّة القادمة التي يحاول فيها شخص ما مناقشة المعرفة العلمية مع حكاية الرجال المكفوفين والفيل، تذكر: في العلم، يتحدث هؤلاء الرجال المكفوفون مع بعضهم البعض ويناقشون النتائج التي توصلوا إليها حتى يصلوا إلى نتيجة موحدة!


شارك المقالة: