الملك في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


كان للملك منزلة رفيعة في الجاهلية وتوجه الشعراء إلى تصويرها واصفين مشاعرهم تجاهه من خلال المواضيع الأدبية المختلفة.

الملك في أغراض الشعر الجاهلي

1- المديح: كان للملك في القديم شخصية متفردة في نظر الناس يكنون له التعظيم والإكبار، والشعراء كغيرهم افتتنوا بها وسجلوا هذا الإعجاب من خلال مقطوعاتِهم وأَسندوا له الصفات المقدسة العظيمة التي جعلته بمنزلة الإله، وكان الشعراء يتوجهوا إلى وصف رحلتهم المحفوفة بالصعابِ من أجل الوصول إلى قصورهم ومنهم عمرو بن قميئة حيث ينشد:

وَبَيداءَ يلعب فيها السرا

ب يخشى بها المدلجون الضلال 

تجاوزتها راغبًا راهبًا

إذا ما الظباء اعتنقن الظِلالا

إلى ابن الشقيقة خير الملوك

ومن أخلاق الحكام في مقطوعات الأدباء الكرم ومنهم الأعشى واصفًا جود قيس بن معد وأنشد:

هو الواهب الكوم الصَّفايا لجاره

يُشبّهن دومًا أو نخيلاً مُكمَّمَا

2- الرثاء: رأى الشعراء الملوك العظماء وكيف سيطروا على أسباب الحياة كافة ولكنهم عجزوا عن حماية ذاتهم من الموت ولم يتمكنوا من دفعه والإفلات منه وعن هذا يتحدث لبيد بن ربيعة في رثاء النعمان بن المنذر:

له الملك في ضاحي معدّ وأسلمت

إليه العبادُ كُلُّها ما يحاول

فبادوا فما أمسى على الأرض منهم

لعمرك إلا أن نُخبّر سائلُ

3- الهجاء: لم تكن الرابطة بين رواد الكلام المنظوم والملك دائمًا علاقة انتماء وولاء بل برز منهم من تمرد عليهم وهجاه في أبياته مصورين صفاته البشعة مثل الظلم ومنهم طرفة بن العبد الذي هجا عمرو بن هند واصفًا ظلمه وما لاقاه منه حيث أنشد:

قسمت الدَّهر في زمنٍ رخيّ

كذلك الحُكم يَقصدُ أو يجُور

4- الفخر: تباهي الشعراء بالعديد من المقطوعات بصنيعِهم تجاه ظلم الملوك وجاهروا بتمردهِم عليهم ومنهم عمرو بن كلثوم الذي قتل عمرو بن هند بعد أن وصل بظلمه لإهانة أم الشاعر ويقول:

أبا هند فلا تعجل علينا

وأَنظرنا نخبرك اليقينا

بأنا نُورد الرايات بيضًا

ونصدرهن حُمرًا قد روينا


شارك المقالة: