قصة الملك منقار القلاع

اقرأ في هذا المقال



الملك منقار القلاع ( King Thrushbeard) (الألمانية: König Drosselbart) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم إنه من نوع Aarne-Thompson ، حيث كان للملك ابنة كانت جميلة فوق كل المقاييس، لكنها فخورة ومتغطرسة لدرجة أنه لا يوجد خاطب وجدته مناسب لها، وكانت تسخر منهم.

الشخصيات

  • الملك منقار القلاع.
  • الأميرة المتغطرسة.

قصة الملك منقار القلاع:

كان هناك كان لدى الملك ابنة كانت جميلة فوق كل المقاييس، لكنها فخورة ومتغطرسة للغاية لدرجة أنه لم يتقدم أي رجل ليخطبها فهي لا تجد أحداً مناسب لها حيث كانت تبعدهم واحداً تلو الآخر وتسخر منهم أيضًا، وفي يوم من الأيام فكر والدها الملك بإقامة وليمة عظيمة ودعا إليها، كل من يعرفه من بعيد وقريب، وجميع الشبان الذين من المحتمل أن يتزوجوا، ثمّ تم تنظيمهم على التوالي حسب رتبهم ومكانتهم حيث جاء الملوك أولاً، ثم الدوقات الأعظم، ثم الأمراء والبارونات، والنبلاء.

ثم عرضوهم جميعاً على ابنة الملك من خلال الرتب، ولكن كعادتها كان لديها بعض الاعتراض على كل واحد منهم، فقالت أنّ احدهم كان بديناً جداً كالبرميل ، أمّا الآخر كان طويلًا جدًا ونحيف، والثالث كان قصيرًا جدًا، قصير وسميك وليس سريعًا أبدًا، أمّا الرابع كان شاحبًا جدًا، شاحبًا مثل المريض، أمّا الخامس أحمر جدًا كديك قتال، أمّا السادس لم يكن مستقيماً بما فيه الكفاية، كجذع شجرة أخضر جاف خلف الموقد.

لذلك كان لديها ما تقوله ضد كل شخص، لكنها أصبحت سعيدة بشكل خاص عندما وجدت بينهم ملك جيد، وقف بشموخ في الصف وكان ذقنه طويلاً للأمام، فصرخت وضحكت ثمّ قالت: حسنًا، لديه ذقن مثل منقار القلاع! ومن ذلك الوقت حصل على اسم الملك منقار القلاع، لكن الملك العجوز، عندما رأى أن ابنته لم تفعل شيئًا سوى الاستهزاء بالناس، وتحتقر كل الخاطبين الذين تجمعوا هناك، غضب جدًا وأقسم أن يكون زوجها أول متسول يأتي أمام أبواب قصره.
بعد أيام قليلة، جاء عازف الكمان الذي غنى تحت النوافذ، في محاولة لكسب بعض المال، فلما سمعه الملك قال لحرسه: ليصعد إلي، فجاء العازف بملابسه الرثة المتسخة وغنى أمام الملك وابنته. عندما انتهى طلب هدية تافهة، ولكن قال الملك: لقد أسعدتني أغنيتك جيدًا لدرجة أنني سأعطيك ابنتي هناك، كزوجة وحين ارتجفت ابنة الملك، عندها قال الملك: لقد أقسمت أن أعطيك أول رجل متسول، وسأحتفظ بوعدي.

وكان كل ما يمكن أن تقوله لتدفع والدها لتغيير رأيه كان عبثا، ثمّ تم إحضار الكاهن، وكان عليها أن تتجهز للزواج من المتسول، وعندما تم ذلك قال الملك لابنته: الآن ليس من اللائق لك، أيتها المتسولة، البقاء لفترة أطول في قصري ويجب أن تذهبين مع زوجك.

أخرجها الرجل المتسول من يدها، واضطرت للذهاب معه سيرًا على الأقدام، وعندما أتوا إلى غابة كبيرة سألته: لمن تنتمي تلك الغابة الجميلة؟ أجابها زوجها: إنها مُلك للملك منقار القلاع، لو كنت قد وافقت عليه كزوج، لكانت لك، فقالت: آه، كم أنا فتاة غير سعيدة! ثمّ بعد ذلك، جاءوا إلى مرج، وسألت مرة أخرى: لمن هذا المرج الأخضر الجميل؟ فقال الزوج: إنها ملك للملك منقار القلاع، لو كنت قد أخذته، لكانت لك، ثمّ قالت: آه، أنا فتاة غير سعيدة! ثم جاءوا إلى بلدة كبيرة، وسألت مرة أخرى: لمن تنتمي هذه المدينة الكبيرة الجميلة؟ فقال زوجها: إنها ملك للملك منقار القلاع، لو كنت قد أخذته، لكانت لك.

وبعدما قالت هذه المرة: آه، أنا فتاة غير سعيدة! قال العازف: لا يسعدني أن أسمع أنك تتمنين دائمًا زوجًا آخر، هل أنا لست جيدًا بما يكفي بالنسبة لك؟ ثمّ وصلوا أخيرًا إلى كوخ صغير جدًا، وقالت: يا إلهي! يا له من منزل صغير! لمن هذا البؤس، يعني الكوخ؟ أجاب العازف: هذا هو بيتي ومنزلك، حيث سنعيش معًا حيث كان عليها أن تنحني لتدخل من الباب المنخفض، ثمّ سألت: أين الخدم؟
أجاب الرجل المتسول: أي خدم؟ يجب أن تفعلي ما ترغببين في القيام به بنفسك، فقط أشعلي النار في الحال، واحضري الماء لطهي العشاء، أنا متعب جداً وسأرتاح، لكن ابنة الملك لا تعرف شيئًا عن إشعال النيران أو الطهي، وكان على الرجل المتسول أن يساعد نفسه في القيام بأي شيء ليعلمها فقط كبداية، وعندما انتهوا من وجبتهم الضئيلة ذهبوا إلى الفراش، لكنه أجبرها على الاستيقاظ مبكرا في الصباح لتعتني بالمنزل.
ثمّ لبضعة أيام، عاشوا بهذه الطريقة كما ينبغي وأكلوا كل الطعام في المنزل، فقال الرجل يوماً: يا زوجتي، لا يمكننا أن نأكل ونشرب هنا ولا نكسب شيئًا، يجب أن تقومي بنسج السلال ثمّ خرج وقطع بعض الصفصاف وأعادهم إلى المنزل، ثم بدأت في النسيج، لكن الصفصاف القاسي أصاب يديها الرقيقتين بألم كبير، فقال الرجل: أرى أن هذا لن ينفع ربما يمكنك فعل شئ آخر ثم جلست تحاول أن تدّورالسلال، ولكن سرعان ما جرح الخيط الصلب أصابعها الرخوة حت سال الدم.

حينها قال الرجل: انظري، أنتِ لا تصلحين لأي نوع من العمل، لذلك سأعقد صفقة سيئة معك، الآن، ستحاولين كسب لقمة العيش من خلال بيع الأواني الفخارية، يجب أن تجلسي أنت في السوق وتبيعي الأدوات، فقالت: للأسف، إذا جاء أي شخص من مملكة أبي إلى السوق ورآني جالسًا هناك أبيع، فكيف سيسخرون مني! لكن هذا الكلام لم يكن مجدياً مع زوجها، وكان عليها أن تستسلم إلا إذا اختارت أن تموت من الجوع.
ثمّ نجحت لأول مرة بشكل جيد، فقد كان الناس سعداء بشراء سلع المرأة لأنها كانت حسنة المظهر، ودفعوا لها مقابل ما طلبته، حتى أن الكثير منهم أعطوها المال وتركوا الأواني معها أيضًا، لذا فقد عاشت هي وزوجها على ما كسبته، ثم اشترى الزوج الكثير من الأواني الفخارية الجديدة، وبهذا جلست في زاوية السوق ووضعتها حولها جاهزة للبيع. لكن فجأة جاء جندي مخمور راكضًا، وسار فوق الأواني مسرعاً، حتى انقسمت جميعها إلى ألف قطعة.
بدأت تبكي ولم تعرف ماذا تفعل خوفا: واحسرتاه! ماذا سيحدث لي؟ ماذا سيقول زوجي لهذا؟ ثمّ ركضت إلى المنزل وأخبرته عن المشكلة، فقال الرجل: لا تبكي، أرى جيدًا أنه لا يمكنك القيام بعمل عادي، لذلك ذهبت إلى قصر الملك وسألت عما إذا كانوا لا يستطيعون العثور لك على مكان لخادمة المطبخ، ولقد وعدوني بأخذك حيث بهذه الطريقة، ستحصلين على طعامك مقابل لا شيء.
أصبحت ابنة الملك الآن عاملة مطبخ، وكان عليها أن تكون تحت إشراف الطباخ وتنفيذ أوامره، والقيام بأقذر الأعمال، ثمّ علقت على جانبيها جرة صغيرة ربطتهما بكلا جنبيها، وكانت تجمع بها أنواع مختلفة من المخلفات ، وبقيت على هذا الحال عاشت هي وزوجها فترة من الوقت.
وفي يوم من الأيام صادف أن تم الاحتفال بزفاف الابن الأكبر للملك، فذهبت المرأة المسكينة ووقفت عند باب الصالة لتنظر، وعندما أضاءت كل الشموع، ودخل الناس وكان كل واحد منهم أجمل من الآخر، وكان كل شيء مليئًا بالبهاء والروعة حيث فكرت في مصيرها بقلب حزين، وشتمت الكبرياء والتكبر الذي جعلها تتواضع، و جلبها إلى فقر مدقع.
وصلت إليها رائحة الأطباق اللذيذة التي كانت تدخلها وتخرج منها، وبين الحين والآخر كان يلقى عليها الخدم بضع لقمات، وضعوها لها في جرار لها لأخذها إلى المنزل، وفي الحال دخل ابن الملك مرتديًا المخمل والحرير وسلاسل ذهبية حول رقبته ولما رأى المرأة الجميلة واقفة بجانب الباب أمسك بيدها وكان قد جرها للرقص معها، لكنها رفضت وابتعدت بخوف، لأنها رأت أنه الملك منقار القلاع الذي طردته بعيدًا باحتقار.

ولكن كانت نضالاتها بلا فائدة حين جذبها إلى القاعة، لكن الخيط الذي كانت جيوبها مثبتة به وقع وتحطم وسقطت الأواني، ونفد الحساء، وتناثر فتات الطعام والخبز في كل مكان، ولما رآها الناس، ثارت ضحكات السخرية منها، وخجلت لدرجة أنها كانت تفضل أن تكون تحت الأرض ميته، حينها قفزت إلى الباب وكانت ستهرب، لكن على الدرج أمسك بها رجل وأعادها، وعندما نظرت إليه كان الملك منقار القلاع!
قال لها بلطف: لا تخافي، أنا وعازف الكمان الذي يعيش معك في هذا الكوخ البائس واحد، ومن أجل حبك لقد تنكرت بزي عازف الكمان وأنا أيضًا كنت الجندي الذي كسر أوانيك الفخارية في السوق وقد تم كل هذا من أجل تعليمك التواضع ومن أجل أن تنسي الغرور، ولمعاقبتك على الوقاحة التي عاملتني بها حيث استهزأت بي، ثم بكت بمرارة وقالت: لقد أخطأت كثيرا، ولست أستحق أن أكون زوجتك.
لكنه قال: تعالي، لقد ولت الأيام الشريرة و الآن سنحتفل بزفافنا، ثم جاءت الخادمات وألبسنها أجمل الثياب وبعد أن وصل والدها وبلاطه كله، وتمنى لها السعادة في زواجها من الملك منقار القلاع وبدأت الفرحة الآن بشكل جدي.


شارك المقالة: