اقرأ في هذا المقال
الجرب من أكثر الأمراض الجلدية التي تمتلك سرعة كبيرة في العدوى؛ وذلك من خلال الملامسة بين الناس، أو من خلال استخدام الأدوات الفردية للشخص مثل الملابس والأدوات وغيرها من الممتلكات الشخصية التي تلامس جلد الإنسان.
مضمون مثل “النعجة الجرباء تعدي كل القطيع”:
أحد الأمراض الجلدية التي كانت تنتشر بكثرة في قديم الزمان هو الجرب، يتميز بالحكة الشديدة؛ وسببه هو أحد أنواع الطفيليات تدعى السوس (أحد المفصليات من رتبة الحلم – Mite)، تتخذ من طبقات الجلد مكاناً تسكن فيه وتضع بيضها، وهولا يقتصر فقط على إصابة الأشخاص وإنما يصيب الحيوانات ايضاً، وتظهر أعراض هذا المرض بعد ستة أسابيع ويستطيع العيش خارج جسم الإنسان لمدة 72 ساعة.
سوسة الجرب لا ترى بالعين المجردة، فغالباً عندما يصاب أحد الأفراد الأسرة به فإن الأطباء ينصحون بعلاج الأسرة كاملة؛ وذلك بسبب سرعة انتشاره وللتخلص من السوسة بشكل كامل، فالأدوية المختصة بعلاج هذا المرض قادرة على القضاء على هذا الداء وبيضه بشكل قطعي، ولكن يبقى الشخص يعاني من الحكة التي كانت تصاحب المرض لعدة أسابيع.
أحداث تدور حول مثل “النعجة الجرباء تعدي كل القطيع”:
كان العرب قديما يقتنون أعداد هائلة من الأنعام والإبل والمواشي؛ ففي ذلك الوقت كانت هي المصدر الرئيسي في تيسير أمورهم المعيشية وحصولهم على قوتهم اليومي وغيرها من الإنتاجات مثل در حليب القطيع وصوفه ووبره وغيرها الكثير من الإنتاجات والفوائد التي لا تعد ولا تحصى منها، فكانوا في دوام دائم في الاهتمام بصحتهم.
وكانت في ذلك الوقت تنتشر الأمراض المعدية مثل الجرب، وعندما كانت تصاب أحد المواشي أو الإبل بالجرب يقومون بتخصيص مكان منفرد لعزلها عن باقي القطيع؛ لتجنب زحف الجرب إلى باقي المواشي والأغنام، ويقومون أيضاً بطلاء تلك النعجة أو الناقة بالقار؛ للإشارة إلى الآخرين بإبعاد أنعامهم وإبلهم عنها حتى لا تحصل العدوى وتبقى سليمة.
القطيع يمتلك الضعف في مناعته الأصلية وليست المكتسبة وهو مؤهل في أن يكون حاضن للوباء؛ وذلك لأنه على قدر عالي من الإرهاق بسبب أيدولوجيات تغييب العقل، وكان بعض رعاة القطيع أهملوا فكرة إطلاء النعجة الجرباء بالقار مما أدى إلى عدوة باقي القطيع وتسببت بتدهور حالتهم المعيشية فقد كانوا يعيشون على خيراتها.