النمر لا يمكن تغيير بقعه - The leopard can not change his spots

اقرأ في هذا المقال


مما يميز النمر عن باقي الحيوانات أن لديه بقع على جسمه، وهذا ما يمنحه المظهر المختلف عن باقي الحيوانات، كما هو الحال بالنسبة إلى السمات الأساسية التي يتمتع بها الشخص كلونه ورائحته وشكله، فجميعها سمات أساسية لا يمكن التغيير فيها تماماً كما هي البقع التي توجد على جسد النمر، كما قيل في المثل الإنجليزي المشهور (The leopard can not change his spots).

قصة مثل “النمر لا يمكن تغيير بقعه”:

يُحكى في الزمن القديم أنه كان هناك ذئب وقع في إحدى المرات من فوق بعض الصخور، عن طريق الخطأ، حيث سقط في حوض مليء باللون الأزرق، فصار لون الذئب شديد الزراق، فاختلف لونه تماماً عن جميع الحيوانات الموجودة في الغابة، حينها أثار الرعب داخل جميع الموجودين في الغابة من حيوانات، وعندما كان يقترب منهم يفرون جميعهم خائفين.

وفي ذات يوم عقدت جميع الحيوانت في الغابة اجتماعاً طارئاً؛ وذلك من أجل النظر في موضوع هذا الحيوان الغريب، فقد كانوا لا يدركون أنه هو نفسه صديقهم الذئب، فقرروا من خلال اجتماعهم الابتعاد عن هذا الحيوان الأزرق الذي يوحي لهم بلونه الأزرق أنه مفترس.

فخطرت في ذهن الذئب فكرة ماكره، حيث قرر من خلالها الاستفادة من الوضع الذي أحل به، فأعلن أنه رسول من الله جاء من أجل أن يحكم الغابة بمن فيها، ثم طلب بعدها من جميع الحيوانات الموجودة في الغابة، أن تقدم له الولاء والطاعة له، وفعلاً حصل ما يريد، حيث قامت الحيوانات بتلبية جميع ما طُلب منهم.

بينما الذئب كان يخاف أن يكشف سره في أحد الأيام من قِبل الذئاب فهم من نفس فصيلته، وتكشف حقيقته أمام الجميع، فطال بنفيهم إلى الجبال، مما جعل الذئاب تشك في أمره، فأرادوا أن يلقنوه درس لا يستطيع نسيانه، فقاموا بحبك خطة ذكية، قرروا من خلالها أن يقوموا بالعواء بشكل جماعي، فإذا كان الذئب هو صديقهم نفسه، فإنه لا يقوى على مقاومة طبيعته التي فطر عليها، فسيبدأ بالعواء أيضاً.

وفي أحد الأيام حيث كان الذئب الأزرق يترأس مجلس الحيوانات في الغابة، أخذت الذئاب جميعها بالعواء في كل أرجاء المكان الذي يحيط بالمجلس، مما جعل الذئب الأزرق أن ينسى نفسه، ويستجيب لفطرته التي خلق عليها، فبدأ بالعواء مثلهم، وهنا أدركت جميع الحيوانات حقيقة الذئب الأزرق الغامضة.

عندها قامت جميع الحيوانات على الفور بطرده، وملاحقته حتى أخرجوه من الغابة كاملةً عقاباً له على محاولته في إخفاء الحقيقة وكذبه عليهم، وهذا ما جاء به المثل الإنجليزي الشهير في أنه لا يمكن لأي شخص أن يقوم بإخفاء فطرته الأساسية مهما حاول وعمل لإخفائها.


شارك المقالة: