النهضة العربية الحديثة في الأدب العربي وعواملها ومظاهرها

اقرأ في هذا المقال


لقد تجاوزت النهضة العربية أدوار ومراحل كثيرة حتى وصلت إلى مستوى الظهور بشكل كامل، وفي عصر الانحطاط والتراجع كان العرب لا يشعرون بتزايد فجوة الاختلاف بينهم وبين الدول المتقدمة، ولم يدركوا أنهم في حالة من التراجع عن التطورات والحداثة، فسقط العرب نتيجة لذلك تحت العديد من حملات الاستعمار، وفي نفس الوقت كان ذلك دافع لهم ليقوموا من جديد وينهضوا في شتى المجالات وخاصة المجالات الأدبية منها.

عوامل ومظاهر النهضة العربية الحديثة في الأدب العربي

نتج من النهضة العامة للعرب نهضة كبيرة في مجالات الأدب والفكر، فأعادت للغة العربية الحداثة وأفسحت المجال للأجيال من الأدباء الذين قد تحرروا من التخلف وتخلصوا من التفكير المتواكل، ولم يستسلموا وأرادوا أن ينشؤوا في عهدهم بروح التجديد والحداثة، ومن أهم عوامل ومظاهر النهضة العربية في الأدب ما يلي:

انتشار المدارس

كان للمدرسة عند العرب الدور العظيم في النهوض بالدول العربية وانتشار العلم والأدب فيها والتخلص من الرجعية، فانتشرت المدارس انتشارًا واسعاً، وظهرت دور المعارف والمدارس التي تحمل الصفة الرسمية العامة جنباً إلى جنب مع المدارس الخاصة، فازدهرت الدول العربية بالعلم، وكانوا من أرقى بلاد العالم في الثقافة والعلم والأدب.

ظهور الطباعة

كانت الطباعة من أهم الطرق لانتشار المعرفة والعلم وذلك في المجتمع بكافة فئاته، وقد تم اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد ظهرت اللغة العربية في الطباعة في عام 1514 في بلدة “فانو الإيطالية”.

ظهور الصحافة

إن ظهور الطباعة قد ساعد بشكل كبير في ظهور الصحافة، فقد تم إنشاء الكثير من دور الصحافة والجريدة الرسمية، والتي كانت تقوم بنشر الأخبار باللغة العربية، مما أدى إلى انتشار العلم والأدب كذلك.

ظهور الجمعيات الأدبية

تم إنشاء الكثير من الجمعيات الأدبية، والتي كان الهدف منها هو المحافظة على الأدب العربي والارتقاء باللغة العربية، ولقد كانت الجمعيات الأدبية من أبرز عوامل التطور الحاصل في الأدب العربي؛ وذلك لأنها كانت تجمع ما بين الأدباء والعلماء في مكان واحد وبذلك يقومون بتبارك الأفكار فيساعدهم ذلك في طريقهم الأدبي والنجاح في عملهم ومسعاهم.

ظهور المكتبات

إن من أبرز ثمار الثقافة العربية هو ظهور المكتبات، وذلك بشكليها العام والخاص، وقد تم القيام بتنظيمها وإدارتها؛ لكي تسهل المطالعة وتبادل العلم والحصول على الثقافة بكل سهولة.

ظهور التمثيل

فلقد عمل التمثيل على انتشار الثقافة والعلم والأدب بشكل كبير، وقام التمثيل أيضاً بنشر الفنون والجمع ما بين العقل والذوق، وكان المسرح هو أهم مكان يقوم الكتّاب والأدباء والشعراء فيه بنشر قصصهم الواقعية أو الخيالية وأشعارهم وأعمالهم الأدبية أمام الناس بشكل مباشر ويتفاعل الناس معهم بعقلهم وفكرهم أمام سير الأحداث على المسرح.

الاستشراق

من عوامل تطور الأدب العربي هو اشتراك الأشخاص من ثقافات أجنبية مختلفة في دراسته، وكذلك تأليف الكتب الخاصة بهم عن الأدب العربي ونشرها حسب وجهة نظرهم مما أدى إلى تبادل الثقافات وظهور التطور بالأدب العربي.

سعي النهضة بالأدب العربي إلى العالمية

قد أدت النهضة بالأدب العربي إلى بلوغ العالمية والوصول إلى جميع دول العالم، وهذا المعنى لا يوجد عليه خلاف بين طلاب الثقافة الإنسانية بأكملها، ويكون الأدب عالميًا إذا شاعت مواضيعه واتسعت وانتشرت وذلك في كل من الموضوعات الإنسانية المشتركة كما يقوم أبناء كل أمة باستشعارها في الزمن الذي ينشؤون فيه.

وليس من الشروط اللازمة في الأدب العالمي أن يكون مكتوب باللغة التي يستطيع أن يقرأها أبناء العالم كلهم، فعلى سبيل المثال اللغة الصينية يتحدث بها الملايين من الناس، ومع ذلك لا يمكن أن نقول عن الثقافة الخاصة بهم ونقوم بوصفها بالعالمية، وإنما يكون عالمي بمقدار ما يحتويه من مواضيع الأدب التي تجتمع فيها البلدان في الحضارة في العصر الحديث.

ونخص بذلك المواضيع التعبيرية التي تلازم الدول في كل زمان ولا تتوقف على مجموعة من السمات العرضية بين فترة وأخرى، فمن الممكن أن يكثر عدد الفلاسفة والأدباء في فترة من الفترات الزمنية ويقلّون في فترة أخرى.

وفي النهاية نستنتج ما مرّ به الأدب العربي من مراحل نمو وتطور وكيف قامت النهضة في الأدب العربي الحديث على أساس قوي، وساعدت في تطورها مجموعة من العوامل والمظاهر ومنها ظهور الحداثة المتمثلة في انتشار المدارس والطباعة والمكتبات وغيرها.


شارك المقالة: