من الأفضل لك أن تكون وحدك بدلاً من الصحبة السيئة، فأن تعيش من دون أصدقاء أفضل كثيراً من أن تصاحب السيئين، لذا عليك أن تكون حذر جداً في اختيار أصدقائك، حتى لا تؤثر فيك أخطاءهم ولا تؤذيك صحبتهم، وهذا المثل الإنجليزي يعني أن الودة أفضل من جليس السوء (Be the best unit of bad company).
قصة مثل “الوحدة خير من جليس السوء”:
تحكي قصة هذا المثل عن مجموعة من القرود، كانت تعيش في غابة صغيرة بجانب حديقة، كانوا دائماً يلعبون في جميع أنحاء الغابة ويقضون أجمل أوقاتهم، وفي أحد الأيام جاءت عائلة جديدة للعيش معهم في نفس المكان المجاور.
كان بالأسرة قردين صغيرين مؤذيين جدا وفي غاية الشقاوة والحركة، تقربا هذين القردين من القرود الصغيرة، وحاولوا تكوين علاقة صداقة جديدة معهم وإغرائهم بالإنضمام إليهم واللعب معهم، فيقولون لهم إن حياتكم مملة ليس بها تشويق وإثارة، يجب أن تحصلوا على الكثير من المرح والتسلية.
وكانت القرود الأخرى مفتونة بنشاطات القردين الصغيرين، فسرعان ما انضموا إليهم في ممارسة الفوضى والشقاوة؛ من خلال تناول المانجو الموجودة في الحديقة المجاورة، وكما كانوا يقوموا بسرقة الأشياء من أي شخص يمر بالجوار، فقاموا بنهب المنازل الموجودة في القرية المجاورة، وانتزاع ألعاب الأطفال الصغيرة.
حاولوا القردين الصغيرين ضم كل القرود الأطفال؛ لممارسة تلك الأفعال السيئة معهم، لكن بقي قردين آخرين صغيرين لم ينضموا معهم أبداً في ممارسة تلك الأفعال السيئة، وفضلوا أن يكونوا بلا أصدقاء على أن يصاحبوهم، فوصفهم القردين الآخرين بالجبناء الخائفين.
ولكن بالرغم من ذلك لم يهتموا القردين الأخيرين أبدا يما يقولوه عنهم، وفضلوا اللعب بعيداً عنهم، وفي أحد الأيام طلب صاحب الحديقة المجاورة مساعدة من الشرطة في مواجهة الأنشطة للقرود، وحذر القردين الصغيرين القرود الأخرى من أفعالهم السيئة أكثر من مرة، ولكن لم يصغوا إليهم ولم يبالوا في كلامهم وتحذيرهم.
وفي اليوم التالي جاءت الشرطة مسلحة ومعها بعض الفخاخ والمهدئات؛ من أجل القبض على تلك القرود، وبالفعل تم القبض على القردين الصغيرين الذين جاءوا مؤخراً وسكنوا في الحديقة المجاورة، ثم أخذتهم الشرطة إلى حديقة الحيوانات، بينما تمكن الآخرون من الهروب، فندموا على صداقتهم التي أفسدت طباعهم وأخلاقهم وعرضوهم للخطر، فقد كان القردين الصغيرين الآخرين الذين لم يقبلوا الانضمام إليهم على حق في الابتعاد عن صداقتهم السيئة حتى ولو بقيوا لوحدهم.
