الوفاء في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


الوفاء ضد الغدر والخيانة، ولقد تم ذكر هذه الصفة في الشعر الجاهلي وعند عدد من الشعراء البارزين.

الوفاء في الشعر الجاهلي

كانت صفة الغدر والخيانة مرفوضة في الجاهلية وتعتبر من خوارم المروءة والرجولة، فإذا قام شخص بينهم بالغدر يفضحونه ويهجونه في أشعارهم حتى أنهم لا يتعاملون معه.

ومن أمثلة الشعراء الذين ذكروا صفة الوفاء والغدر في أشعارهم زهير بن أبي سلمى فيقول:

“ومَن يَكُ ذا فضلٍ فيَبخَلْ بفضلِه على قومِه

يُستَغنَ عنه ويُذمَمِ

ومَن يُوفِ لا يُذمَمْ

ومن يُهدَ قلبُه إلى مُطمئِنِّ البِرّ لا يتَجمجَمُ”

ففي هذه الأبيات يبين الشاعر صفتي الوفاء والغدر، وهو بهذه الأبيات يجعل الوفاء وسيلة للحق والصلاح وأبواب الخير.

ومن أبياته في العدل والوفاء أيضاً يمدح هرم بن سنان فيقول:

“هنَّاك َربك ما أَعطاك من حسنٍ

وحيثما يك أمر صالح فكُن

أن تؤته النُصح يوجد لا يضيعه

وبالأمانة لم يغدر ولم يخن”

فالأمانة في هذه الأبيات جاءت نقيض الغدر أي تدل على الوفاء، ولقد تناول زهير بن أبي سلمى الكثير من الصفات الحميدة وأهمها الوفاء وعدم الغدر ومنها قوله:

“وصبري حين َ جِد الأمر نفسي

إذا ما أرعدت ْ رئةُ الجبـانِ

وحفظي للأمانة واصطباري

على ما كان من ريب الزمـانِ

وذبي عـن مأثر صالحات

بما لي والعوارم من لسـاني

وكفِّى عن اذى الجيرانِ نفسـي

وإعلاني لمن يبغى علاني

ومولى قد رعيت ُ الغيب منه

ولو كنتُ اُلمغيب ما قلاني”

ونرى أن صفة الوفاء تم توظيفها في الشعر الجاهلي في أشكال عديدة، فجاءت في شعر عنترة بن شداد يتحدث عن وفائه لمحبوبته فيقول:

“يا عَبلَ خَلّي عَنكِ قَولَ المُفتَري

وَاِصغي إِلى قَولِ المُحِبِّ المُخبِرِ

وَخُذي كَلاماً صُغتُهُ مِن عَسجَدٍ

وَمَعانِياً رَصَّعتُها بِالجَوهَرِ

كَم مَهمَهٍ قَفرٍ بِنَفسي خُضتُهُ

وَمُفاوِزٍ جاوَزتُها بِالأَبجَرِ

كَم جَحفَلٍ مثْل الضَبابِ هَزَمتُهُ

بِمُهَنَّدٍ ماضٍ وَرُمحٍ أَسمَرِ”


شارك المقالة: