الولد ولد ولو حكم بلد - The boy was born even if he ruled a country

اقرأ في هذا المقال


اشتهروا العرب قديماً بالحكمة والبيان في الأمثال الشعبية، حيث يقوم الأشخاص بشكل يومي بقولها، إذ أنها تتناسب إلى حدٍ كبير مع مواقف عابرة، فلا يوجد مجال من مجالات الحياة إلا وذكر فيها الأمثال، فمنها ما يكون مضحك ويقال من باب السخرية، ومنها ما يكون جاد في نصائحه التي يقدمها للأخرين.

مضمون مثل “الولد ولد حكم بلد”:

دارت أحداث هذا المثل في مصر في الزمان القديم، أثناء حكم محمد علي والي مصر، فقد كان في أحد الأيام يتجول في المدينة مع قسم من حاشيته للتنزه، فرأى ولد صغير يعتلي رأسه طربوش، فدار بينهم حديث حول الطربوش.

فالأولاد في مرحلتهم العمرية يتميزون بالنقاء والحفاوة، وما يكون في قلوبهم يظهر على ألسنتهم، فلا يعرفون الكذب والدجل والخبث، فيتسمون بالبراءة والذكاء ويملكون فن الرد المهذب، كما ويولون الكبار في العمر الاحترام والتقدير والمحبة، فيضفون محبتهم في قلوب الأخرين، ويتجة الأولاد في مرحلة من مراحلهم إلى اللعب مع أصدقائهم، ويكون هذا كل ما يعنيهم ويحيط على تفكيرهم في ذلك الوقت.

قصة مثل “الولد ولد حكم بلد”:

حدث قديماً خلال ولاية محمد علي باشا لحكم مصر، خرج يتنزه هو وبعض أفراد حاشيته داخل المدينة، وبينما هم يتجولون، كان مجموعة من الأولاد يلعبون بالبنانير، ومن بين هؤلاء الأولاد كان ولداً يلبس طربوشاً جديداً على رأسه، فاقترب الوالي من هذا الولد وقام بأخذ الطربوش عن رأسه ممازحاً إياه بقوله: هل تقبل أن تبيعني هذا الطربوش أيها الولد؟ فأجابة الولد: حين اشتريت طربوشي هذا كان سعره عشرين جنيهاً مصرياً، ولكن بعد ما لمسته أديكم الكريمة أصبح لا يقدر بثمن، أعجب الوالي برد الولد واندهش ببداهته جداً، والتفت إلى أفراد حاشيته وقال لهم: ممكن أن يكون هذا الولد يوماً من الأيام حاكم عظيم.

استمر حديث الوالي مع الولد وقال له: إذا دفعت لك ألف مصري بدل هذا الطربوش الجديد فهل تقبل، وماذا سوف تفعل بتلك النقود؟ فأجابه الولد بكل عفوية وبراءة، سوف أقوم بشراء العديد من البنانير وألعب فيها مع أصدقائي، فابتسم الوالي فرحاً برد الولد، وقال المثل الشهير: الولد ولد ولو صار حاكم بلد، وانتقل هذا المثل عبر الأجيال.

المصدر: كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - مجلة الكتب العربيةكتاب أمثال ومقولات - حمدي عثمان - 2020كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - الماستركتاب قاموس الأمثال الإنجليزية - محمد عطيه


شارك المقالة: